دفن في الحسينية في بنت جبيل إلى جانب المرحوم والده الشيخ عبد الكريم شرارة وقد نظم أخوه الشيخ موسى التاريخ المكتوب على ضريحه وهو:
قف باكي العينين واتل المصحفا * في تربة ضمت وريث المصطفى كنز العلوم بها ومهجة شاعر * وذكي قلب ما وعى غير الصفا شبل الكريم المجتبى أرخته * ضوء المحافل محسن الزاكي انطفا شعره قال:
حي يا شعب بترحابك عزما في الشباب ومن التدجيل عوذه بآيات الكتاب انها ناشئة كالزهر حفت بالذباب احفظوها قبل أن تعلق فيها شر ناب كل يوم يحدث الوحش ضجيجا في الشعاب لا ترع قومي بهذا الحي أصوات الذئاب انا لا أخشى على قومي من ذاك السباب أ ويخشى جدولا من شق أثباج العباب ويرى حول ضفافي مائه آساد غاب شأنها ان اظلم الليل به ذود الكلاب يتخطون إلى العليا على متن السحاب كلما أوصد باب منه فكوا ألف باب نبؤوني هل سواء في السرى كل الركاب أين من يسعى لتعمير ويسعى لخراب وقال:
رقمت لي تجارب الدهر طرسا * جعلته الخطوب عنوان درس خط في طيه لي الغيب وحيا * حار في سره المقدس حسي لست ان قلت مغرضا في مقالي * ان فيمن ألوم في الناس نفسي شغف القوم باكتناه المعمى * وشغفنا من بينهم بالتأسي أدلجت شمسنا لتنشر فيهم * شعلا من ضيائها حين تمسي لا تخلها تضاءلت في علانا * قبس اليوم من مجامر أمس في كنوز الألى أعاجيب صنع * خبأتها الأيام في طي رمس ملك الغرب فضله من ثراها * وذهبنا لجهلنا بالأخس كم لدى الشام والعراق مثال * سلبوا من حلية خير لبس وبوادي الملوك كم من عروش * أخرجوها وزعزعوا رب كرسي اثر خطه لنا الشرق قدما * وله امتد منهم كف خلس تلك حراسة تحوم عليه * لا تعي من جوارهم غير همس خطط بعضها سليب وبعض * طمسوا من مشيدة كل أس مثلوا في جزيرة العرب حتى * كسفوا من قبابها اي شمس شغلونا ببعضنا ثم راحوا * يعقدون العهود في طي طرس مثل للخداع تطوى ولكن * في ستور من ظاهر القول ملس ألمسونا على الخشونة لينا * والأفاعي تلين عند المحبس صاحبتنا أبناؤهم فاكتسبنا * بمطاوي أخلاقنا كل جنس وطفونا ونحن نرسب جهلا * في بصيص من الحلي وتحت الدمقس لا تخل غرس ذي السياسة ينمو * سوف نقضي لهم على كل غرس ان سر النهوض في الشرق باد * وبأبنائه إشارات حدس قد اطل الذكاء في طرف هذا * واستوى ذاك في منصة درس وقال:
حكت صحف المعرة عن أثينا * مثال حياتنا في الأقدمينا بنا من حال هذا الدهر شبه * لغابره كما في الأولينا على لوح الأثير بصيص نور * يموج ليظهر الشرر الدفينا ترى الشهب البوارق في الليالي * تقاذفها زحام المدلجينا سوابق حيثما برح ابن نور * خوافق لا تحس لها سكونا لتجوال الغزالة في سماها * مرام سره فيها وفينا إذا حامت على الأوراد شهرا * وضم بها الضياء الياسمينا أضاءت في المفتق منه نورا * وأبدت للذبول به الغصونا وطاول سيرها الانسان عمرا * وقد أعيت نهايته القرونا ذوي غصن الحياة بهن كهلا * وأورق عوده فيها جنينا فها هو شأنها تشقي أناسا * وتسعد في الحظوظ الآخرينا يجئ مع الهدى كبراء قوم * ويذهب آخرون مضللينا ألم نك في الوداد مثال صدق * فلم صرنا عليه مجاملينا؟
وها نحن نشاور في أمور * وقد كان السراة يشاورونا تقادم عهد هذا الصد فينا * وقد لعبت به الأوهام حينا أتت ترتاد ضلتنا فأخفت * بجندسها الحقيقة واليقينا على مهل فها هي قد تجلت * يقينا في النهى ووهت ظنونا نهى هز الشبيبة للمعالي * فذادت عن مسامعها الطنينا لها الغد والمآثر شاهدات * تنوه باسمها في الخالدينا لها في العبقرية سر فضل * يجليه المعلم وابن سينا فنهنه تلك هينمة تفاني * صداها في نداء المرجفينا وقال:
في الصدر من نوب الزمان قروح * تغدو به آلامها وتروح رقمت بصفحته الحياة سرائرا * في النبض تفسير لها وشروح سفر الحياة به تعارفت الملا * نجوى القلوب بطيه تسبيح هو نقطة الأدوار حار بها الورى * لغز بها التصريح والتلويح هو قطرة من ذلك اليم الذي * ماجت مع الأجسام فيها الروح لي منه فيض قسمته جوانحي * حصصا بها لفؤادي التبريح والرأس مشكاة وفي جنباتها * قبس له في المشكلات سنوح هو شعلة في القلب أذكاها النهي * وشعاعها من مقلتي يلوح والفكر آمال تخط بمهجتي * للبؤس آلاما وهن جروح اما الدماغ فذاك محكمة النهى * وفمي بما تنهى اليه يبوح ولئن أضيق بثثت من كبدي الجوى * درس النفوس بطيه مشروح في واحة الصحراء لي متنفس * ولما أجن بها لدي صروح فالجو لي طرس أخط بوجهه * حرقا تأجج في لظاها الريح والطير لي طرب على نغماتها * في الروض وهي على الفضول صدوح لي في الكواكب والنجوم سرائر * حول الأثير دقيقهن يسيح فيها حقيقة ذي الوجود تكتمت * ومن الحقائق مضمر وصريح تلك الخطوب لها بشخصي قسوة * يكفيك من آثارها التلميح دعني أروق للسلامة أكؤسا * فيها الغبوق لدى الصفاء صبوح