من تقرير بحثه رسالة في التعادل والترجيح. 602:
الشيخ محمد حسين الشيرازي من تلاميذ المجلسي وجد بخطه إرشاد المفيد فرع منه في رمضان سنة 1082 وعليه إجازة من المجلسي له تاريخها سنة 1095 وصفه فيها بالأخ في الله المحبوب لوجه الله المبتغي لمراضيه. 603:
الحاج محمد حسين الأصفهاني المعروف بنيل فروش اي بائع النيل توفي بالنجف سنة ألف ومائة ونيف وستين.
من تلامذة الحكيم علي أصغر المهندس قرأ عليه شرح المطالع وكان له اهتمام بمباحث الإمامة ألف في ذلك كتابا اختار فيه طريقة الشيعة على غيرها وله تفسير لعله في الأصل من علماء خراسان على ما يظهر من ترجمة القزويني التي لخصناها. 604:
الشيخ محمد حسين الأعسم النجفي توفي شهيدا يوم عاشوراء سنة 1288.
في تتمة أمل الآمل: ذكره ابن عمي في اليتيمة ووصفه بحائز الفخرين وحاوي الفضيلتين الأروع الأفقه الأعلم محمد حسين الأعسم هو نابغة الدهر ومجتهد العصر والهمام السامي بفخره على كل ذي فخر الوحيد في المنثور والمنظوم وفي جميع العلوم. ألف في الفقه المؤلفات العديدة وأدركت سهام آرائه الأماني البعيدة وأحاط بمشكلات الفقه صبيا ونال في الناس قدرا عليا، وكان له حفيد سمي له ورثه الفضائل جده وشاع فضله وورعه وتقاه وزهده مات شهيدا بسهم خطا أصابه آه. 605:
الشيخ محمد حسين ابن الشيخ هاشم العاملي أصلا الكاظمي مولدا ومنشأ النجفي مسكنا ومدفنا.
ولد بالكاظمية سنة 1224 وتوفي ليلة 11 من المحرم سنة 1308 في النجف ودفن في الصحن الشريف في حجرة السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة من الجهة القبلية.
الشيخ العالم الفقيه الزاهد المشهور الحال، انتهت اليه رياسة الإمامية في بلاد العرب وقلده كافة العرب ووصلت اليه الأموال الكثيرة وكان يبسطها في الفقراء ولا يتناول منها أزيد مما يحتاجه على وجه الاقتصاد ولم يخلف بعد وفاته دارا ولا عقارا. تخرج به كثير من فقهاء العرب والفرس وكان من عباد زمانه وزهادهم خشنا في ذات الله قليل النظير سهل المئونة سريع الإعانة والإجابة كثير الاهتمام بأمور الطائفة خصوصا حملة العلم على طريقة السلف الصالح في كل ذلك.
كان أبوه فقير الحال في الكاظمية وطلب العلم خفية عنه لأن أباه كان يريد أن يعينه ولده في معاشه. وفي الكاظمية فرع من الآليات ثم هاجر إلى النجف في عهد صاحب الجواهر وجد في طلب العلم على فقره وكثيرا ما بات طاويا وهو مع ذلك لا يفتر عن الجد في طلب العلم، فاخذ الفقه عن الشيخ عبد الله نعمة العاملي مدة إقامة الشيخ عبد الله في النجف وكان يعينه في معاشه وعن الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر وأغلب قراءته عليه ويروي عنه إجازة وبعده قرأ على الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر وتزوج ابنة صاحب الجواهر ويروي عنه بالإجازة واخذ عن الشيخ مرتضى الأنصاري ثم استقل بالتدريس.
ويحكى في كيفية طلبه العلم ان أباه كان كاسبا في الكاظمية له دكان فلما قرأ القرآن الكريم وضعه أبوه معه في دكانه فتاقت نفسه إلى طلب العلم فسال بعض اهل العلم كيف يصنع من يريد طلب العلم قال يحفظ أولا الأجرومية فالتمسه ان يكتبها له فكتبها وجعل يقرأ فيها في دكان أبيه فلما رآه أبوه غضب منه وضربه وقال إن هذا يلهيك عن الكسب فدعه فجعل إذا غاب أبوه قرأ فيها وإذا حضر خباها فلما أكملها سال مرشده كيف يصنع فأشار عليه بالنجف فاكترى دابة وخرج إلى النجف بدون ان يعلم أبوه وليس معه غير كراء تلك الدابة وأطعمه المكارية في الطريق من فاضل زادهم وأوصلوه إلى النجف فدخل الصحن الشريف وليس معه شئ فجلس فيه إلى وقت انصراف الناس ليلا فانصرف الناس وبقي وحده فجاء السدنة ليخرجوه فأخبرهم بخبره فسلموه حجرة ونام فيها واحضروا له عشاء وتعرف إلى طلبة العلم واخذ عنهم وبقي في تلك الحجرة يطالع على ضوء بيوت الخلاء ويعيش من دعوة ان حصلت له أو صدقة ويطوي إذا لم يجد قوتا حتى اشتهر امره وظهر فضله وصار مرجعا وجبيت اليه الأموال فكان يصرفها على طلبة العلم والمحتاجين ويلبس الخشن ويأكل الجشب ويزهد في حطام الدنيا وكان يلبس هو أولاده وخادمه عباءات بطرائق بيض وسود لا يلبسها غيرهم فإذا اقبلوا قال اهل العلم من اهل النجف أقبلت الكتيبة الشهباء ومات ولم يخلف لوارثيه شيئا مع ما كان يصل إلى يده من الأموال العظيمة على الدوام فيصرفها على مستحقيها والتهجد والخشوع يطيل في صلاته في ركوعه وسجوده حتى كان كثير من الناس ممن لا يعرف عادته إذا صلى خلفه مرة لا يصلي غيرها وقيل له مرة أ ليس ورد انه يستحب لامام القوم ان يصلي بصلاة أضعفهم فقال ليس فيهم أضعف مني.
وكانت لا تفوته زيارة الحضرة الشريفة كل يوم وغالبا يأتي الحمام مسحرا قبل حضور خادمه فيأتي داره فلا يجده فيلحقه إلى الحمام ثم يخرج إلى الحضرة فيصلي الفجر فيعقب ويزور ثم يعود إلى داره فيلقي درسه العام ولا يفوته عيادة مريض ولا حضور جنازة، ولا زيارة قادم ولا تشييع مسافر، وكان اهل النجف يقولون الشيخ محمد حسين يعلم بالمريض قبل أن يعلم به اهله. وكان حازما محافظا على كرامة اهل العلم تعدى بعض سدنة الحضرة الشريفة على أحد اهل العلم فبلغه ذلك فلقيه رئيس السدنة وهو يومئذ أجل من في البلد فتهدده الشيخ وقال له لئن لم تردع اتباعك لأخرجنك من النجف بليلة ظلماء ثم زاره في منزله واعتذر اليه وقال له انما أردت بما قلت إن أؤدب بك السدنة فقال لست اخرج عن امرك. وتوفي بعض العلماء أيام الوباء والحكومة مانعة من دخول الجنائز إلى الحضرة الشريفة ومن تشييعها فجاءه العلماء والطلبة منكرين ذلك فمشى بهم قائلا: وآية السيف تمحو آية القلم وادخلوا الجنازة الحضرة ومشوا خلفها في تشييع عظيم فلم يسع الحكومة الا السكوت خوف الفتنة. وكان لا يترك التدريس لشئ من العوائق المتعارفة ولا يصده عنه شئ حتى أنه يوم وفاة الشيخ مرتضى لم يترك الدرس فقيل له في ذلك فقال ندرس ونجعل الثواب للشيخ وضعف بصره في آخر عمره فكان يكتب بالقلم العريض ثم أضر فكانت زوجته تقرأ له وتكتب، خلف ولدين فاضلين الشيخ محمد جواد وله ذرية فضلاء والشيخ احمد مات عقيما.