الله، إنا ابتعنا منك جزورك هذا بوسق من تمر الدخيرة ونحن نرى أنه عندنا فلم نجده، فقال الأعرابي: وا غدراه وا غذراه، فوكزه الناس وقالوا: لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقول هذا؟ فقال: دعوه.
وله من حديث إبراهيم بن الحكم بن أبان قال: حدثني أبي عن عكرمة عن أبي هريرة أن أعرابيا جاء النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في شئ فأعطاه شيئا ثم قال: أحسنت إليك؟ قال: لا، أجملت! فغضب المسلمون فقاموا إليه، فأشار إليهم أن كفوا ثم قام فدخل منزله، ثم أرسل الأعرابي فدعاه إلى البيت، يعني فأعطاه فرضي، فقال: إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، وقلت ما قلت وفي أنفس المسلمين شئ من ذلك، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك، قال: نعم، فلما كان الغد أو العشي جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صاحبكم هذا كان جائعا فسألنا فأعطيناه، فقال ما قال، وإنا دعوناه إلى البيت فأعطيناه، فزعم أنه قد رضي، أكذاك؟ قال نعم، فجزاك الله من أهل عشيرة خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إلا أن مثلي ومثل هذا الأعرابي، كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فأتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا، فناداهم صاحب الناقة:
خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها، فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام (1) الأرض فجاءت فاستناخت فشد عليها رحلها واستوى عليها، ولو أني تركتكم حين قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار.
وله من حديث الأعمش عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما، فأتى جبريل عليه السلام فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، فعقد ذلك عقدا، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه فاستخرجها فجاء بها فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال -، فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه قط.
وله من حديث علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب عن أنس قال:
خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما سبني سبة قط، ولا ضربني ضربة ولا .