صفة سعيه بين الصفا والمروة ثم خرج إلى الصفا من باب بني مخزوم، وقال: أبدأ بما بدأ الله به. وسعى على راحلته، لأنه قدم وهو شاك وقيل: سعى على بغلته، والمعروف على راحلته.
فصعد على الصفا فكبر سبع تكبيرات وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، صدق الله وعده، ونصره عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك. ونزل إلى المروة، فلما انصبت قدماه في الوادي رمل. وقال في المشي. أيها الناس! إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا، وسعى حتى انكشف إزاره عن فخذه. وقال في الوادي: رب اغفر وارحم، ثم أنت الأعز الأكرم، فلما انتهى إلى المروة فعل عليها مثل ما فعل على الصفا، فبدا بالصفا وختم بالمروة.
فسخ حج من لم يسق الهدي إلى عمرة وأمر من لم يسق الهدي أن يفسخ حجه إلى عمرة، ويتحلل حال تاما، ثم يهل بالحج (1) وقت خروجه إلى منى، وقال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة. وقدم علي من اليمن، فقال له: بم أهللت؟ قال:
بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: إني سقت الهدي وقرنت (2) هكذا روى أبو داود بسند صحيح (3).
نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح وكان قد اضطرب (4) بالأبطح، فقالت أم هانئ: يا رسول الله، ألا ننزل في بيوت مكة؟ فأبى، ولم ينزل بالأبطح حتى خرج يوم التروية (5)، ثم رجع من .