أصبر عنهن. فقال: قد أذنت لك! فجعل يثبط قومه ويقول: لا تنفروا في الحر.
فنزل فيه قوله تعالى: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون * فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون) (1).
وقوله تعالى: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جنهم لمحيطة بالكافرين) (2).
البكاءون وجاء البكاءون - وهم سبعة: أبو ليلى المازني، وسلمة بن صخر الزرقي، وثعلبة بن غنمة السلمي، وعلبة بن زيد الحارثي، والعرباض بن سارية السلمي، وهرمي بن عمر المزني وسالم بن عمير. [وقيل: وإن فيهم عبد الله بن المغفل ومعقل ابن يسار. وقيل: البكاءون بنو مقرن السيمة، وهم من مزينة] - يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا أهل حاجة فقال: لا أجد ما أحملكم عليه فولوا يبكون (3) فلقي اثنان منهم يامين بن عمير بن كعب [بن عمر بن عمرو بن جحاش النضري] (4) فقال: ما يبكيكما؟ قالا: جئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملنا فلم نجد عنده ما يحملنا عليه، وليس عندنا ما نتقوى (5) به على الخروج، ونحن نكره أن تفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأعطاهما ناضحا له (6) فارتحلاه، وزود كل واحد صاعين من تمر. وحمل العباس بن عبد المطلب منهم رجلين، وحمل عثمان ابن عفان منهم ثلاثة.
النهي عن خروج أصحاب الضعف وقال صلى الله عليه وسلم: لا يخرجن معنا إلا مقو (7). فخرج رجل على بكر صعب (8).
.