وأما شفقته ومداراته فقال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) (1)، قال السمرقندي فيما نقل القاضي عياض، ذكرهم الله تعالى منته أنه جعل رسوله رحيما بالمؤمنين، رؤوفا لين الجانب، ولو كان فظا خشنا في القول لتفرقوا من حوله، لكن جعله الله سمحا سهلا، طلقا برا لطيفا. هكذا قال الضحاك.
وخرج البخاري من حديث سليمان بن بلال قال: حدثني شريك بن عبد الله، سمعت أنس بن مالك يقول: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمه.
وخرجه مسلم من حديث إسماعيل بن جعفر عن شريك عن أنس أنه قال، ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم يزد على هذا).
وخرجا من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأدخل في الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأخفف من شدة وجد أمه من بكائه. ترجم عليه باب من أخف صلاته عند بكاء الصبي، وذكر في هذا الباب في رواية أبي محمد الحموي وأبي الهيثم الكشميني حديث سعيد عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لأدخل في الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز لما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه.
وخرج البخاري من حديث الأوزاعي عن يحي بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لأقوم في الصلاة، وإني أريد أن أطول فيها. (الحديث). مثله ذكره في باب خروج النساء إلى المساجد.
ولمسلم من حديث يحيى بن يحيى قال: أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة، فيقرا بالسورة الخفيفة أو بالسورة القصيرة.
.