ابن عبد العزيز أن محمد بن نوفل أخبره أنه رأى أسامة بن زيد بن حارثة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، قال: أخبرني أسامة بن زيد الليثي عن نافع أنه رأى ابن عمر رضي الله عنه يفعل ذلك.
وأما صمته وإعادته الكلام والسلام ثلاثا وهديه في الكلام وفصاحته فخرج أبو بكر محمد بن عبد الله من حديث قيس بن الربيع عن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم، كان كثير الصمت.
وخرجه الإمام أحمد من حديث فريك عن سماك، فذكر به نحوه إلا أنه قال:
وكان طويل الصمت.
وخرج البخاري من حديث عبد الله بن المثنى، حدثا ثمامة بن عبد الله عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ذكره في باب التسليم والاستئذان ثلاثا وفي كتاب العلم ولفظه فيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى يفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا. ذكره في باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم فقال: ألا وقول الزور، فما زال يكررها، وقال ابن عمرة، هل بلغت ثلاثا.
وخرج أبو داود من حديث محمد بن إسحاق عن يعقوب عن عتبة عن عمر ابن عبد العزيز عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.
وخرج من حديث مسعد قال: سمعت شيخا في المسجد يقول: سمعت جابر ابن عبد الله رضي الله عنه يقول: كان في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ترتيل وترسيل.
وخرج من حديث الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلا يفهمه كل من سمعه، وفي رواية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرد سردكم هذا، كان يتكلم بكلام ينشئه فصلا يحفظه من يسمعه. وفي رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه.