جهد المسلمين ومر على بعير قد تركه صاحبه من الضعف، فمر به مار فعلفه أياما ثم حمله وقد صلح، فخاصمه فيه صاحبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحيا خفا أو كراعا بمهلكة من الأرض فهو له. وشكوا إليه صلى الله عليه وسلم ما بظهرهم من الجهد، فتحين رسول الله صلى الله عليه وسلم مضيقا سار الناس فيه وهو يقول: مروا باسم الله، فجعل ينفح (1) بظهورهم وهو يقول: اللهم احمل عليها في سبيلك، فإنك تحمل على القوى والضعيف، والرطب واليابس، والبر والبحر! فلما بلغوا المدينة جعلت تنازعهم أزقتها بدعوته صلى الله عليه وسلم.
وصلى يوما بأصحابه وعليه جبة صوف وقد أخذ بعنان فرسه، فبال الفرس فأصاب الجبة فلم يغسله. وقال: لا بأس بأبوالها ولعابها وعرقها. لن يعارضه قوله: استنزهوا من البول، وهو أصح.
مقالة المنافقين وكان رهط من المنافقين يسيرون، منهم: وديعة بن ثابت أخو بني عمرو ابن عوف، والجلاس بن سويد بن الصامت، ومخشي بن حمير من أشجع حليف بني سلمة وثعلبة بن حاطب، وقال ثعلبة: تحسبون قتال بني الأصفر كقتال غيرهم؟ والله لكأني بكم غدا مقرنين في الحبال! وقال وديعة بن ثابت: ما لي أرى قراءنا (2) هؤلاء أرغبنا [بطونا] (3)، وأكذبنا السنة، وأجبننا عند اللقاء؟ قال الجلاس بن سويد - زوج أم عمير (4): هؤلاء سادتنا وأشرافنا وأهل الفضل منا، والله لئن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمير! ورسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق وأنت الكاذب! وقال مخشي بن حمير: والله لوددت أني أقاضى على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة، وإننا ننفلت من أن ينزل فينا قرآن بمقالتكم!
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر رضي الله عنه: أدرك القوم فإنهم قد .