عليه السلام - الظهر -، ثم أقام فصلى العصر: جمع بينهما بأذان وإقامتين ثم ركب وهو يشير بيده إلى الناس، ارتفعوا إلى عرفة، وكان من خطبته بعرفة قبل الصلاتين.
خطبة عرفة أيها الناس: إني والله ما أدري لعلي لا ألقاكم بمكاني هذا، بعد يومكم هذا، رحم الله امرءا سمع مقالتي فوعاها، قرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه! واعلموا أن أموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. واعلموا أن الصدور لا تغل على ثلاث (1):
إخلاص العمل لله، ومنا صحة أهل الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم (2). ألا إن كل شئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، وأول دماء الجاهلية أضع دم إياس بن ربيعة بن الحارث [بن عبد المطلب] (3) - [كان مسترضعا في بني سعد [بن بكر] (3) فقتلته (4) هذيل] -، وربا الجاهلية موضوع (5) كله وأول ربا أضعه ربا عباس بن عبد المطلب: اتقوا الله في النساء، إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكن أحدا تكرهونه، [وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة] (6). فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح، [فإن انتهين] (6)، فلهن (7) عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله وأنتم مسؤولون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت! ثم قال بإصبعه السبابة يشير إلى السماء يرفعها ويكبها ثلاثا: اللهم اشهد.
المبلغ عنه بعرفة وكان الذي يبلغ عنه بعرفة (8) ربيعة بن أمية بن خلف لكثرة الناس، فإنه .