من هذا، إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال (1) عبد الله بن رواحة: إغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، قال: فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال: أي سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ - يريد عبد الله بن أبي - قال: كذا وكذا، قال: اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة (وقال مسلم (البحيرة) على أن يتوجوه فيعصبونه (2) بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك، (شرق بذلك، فذلك (3) فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم). وأخرجاه من حديث الليث عن عقيل عن ابن شهاب، وزاد مسلم: (وذلك قبل أن يسلم عبد الله)، لم يذكر غير هذا.
وقال البخاري في حديث عقيل عن ابن شهاب عن عروة أن أسامة أخبره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ركب على حمار على إكاف على قطيفة فدكية، وأردف أسامة وراءه، يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر، فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول - وذلك قبل أن يسلم عبد الله - وفي المجلس أخلاط.. (الحديث نحو ما تقدم)، وفيه: يا أيها المرء لا أحسن مما تقول، إن كان حقا فلا تؤذونا به في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، قال ابن رواحة: بلي يا رسول الله! فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك... (الحديث) وفيه: حتى كادوا يتشاورون، وقال: أهل هذه البحرة، ولم يقل في آخره: فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره في كتاب المرضى في باب عيادة المريض راكبا وماشيا وردفا على الحمار.
وأخرجاه أيضا من حديث شعيب بن أبي حمزة وابن أبي عقيق عن الزهري، فذكره البخاري في كتاب التفسير وفي كتاب الأدب في باب كنية المشرك، ولفظه:
أن رسول الله ركب على حمار على قطيفة فدكية، وأردف أسامة وراءه يعود سعد .