من كل بشر، وأكب عدوه لوجهه، وغفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم، وسيأتي هذا في مظانه مبسوطا إن شاء الله تعالى.
أما حسن خلقه فخرج من حديث أبي بكر بن شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، حدثنا سعيد بن أبي عروة، حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفي، عن سعد بن هشام أنه قال لعائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت (1): ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قالت: فإن خلق رسول الله كان القرآن.
وخرج الإمام أحمد من حديث مبارك عن الحسن عن سعد بن هشام بن عامر قال: أتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين، أخبريني بخلق رسول الله: قالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ القرآن (وإنك (2) لعلى خلق عظيم) الحديث.
وقال قتيبة بن سعيد: حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران عن يزيد ابن بابنوس (3): قلنا لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين، كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت كان خلق رسول الله القرآن، ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنين، اقرا (قد أفلح المؤمنون) إلى العشر، [فقرا] (4) حتى بلغ العشر [آيات] (4)، فقالت: هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن، يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه.
وخرج البخاري من حديث مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله عز وجل فينتقم لله بها.
لم يذكر فيه مسلم (فينتقم الله بها)، وفي لفظ: ما خير رسول الله بين أمرين .