المسجد إلا باب أبي بكر، فإن أمن (1) الناس علي في صحبته وما له أبو بكر، فلو كنت متخذا في الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا. ولكن إخوة الإسلام ومودته.
فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله افتح كوة: إليك حين تخرج إلى الصلاة، فقال: لا. أيها الناس، [وكان باب أبي بكر رضي الله عنه في غربي المسجد] (2). ثم ذكر أسامة بن زيد فقال، أنفذوا بعث أسامة - وكرر ذلك ثلاثا - فلعمري لئن قلتم في إمارة أبيه من قبله. وإنه والله لخليق للإمارة، وأبوه من قبله، وإن كان لمن أحب الناس الناس إلي.
ويروى أنه قال أيضا - بعد [ذكر] (3) يا معشر المهاجرين! إنكم أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد، هي على هيئتها التي هي عليها اليوم، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، ونعلي التي أطأ بها، وكرشي التي آكل فيها، فاحفظوني فيهم، فأكرموا كريمهم، وأقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن من مسيئهم، فقال رجل: يا رسول الله! ما بال أبواب أمرت بها أن تفتح: وأبواب أمرت بها أن تغلق؟ قال: ما فتحتها ولا سددتها عن أمري!!
خبر كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته واشتد به صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس، فقال: ائتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا! فتنازعوا فقال بعضهم: ما له؟ أهجر (4)؟! استبعدوه!
وقالت زينب بنت جحش وصواحبها: ائتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاجته. فقال عمر رضي الله عنه: قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، من لفلانة وفلانة؟ يعني مدائن الروم - فإن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بميت حتى يفتحها، ولو مات لا ننظره كما انتظرت بنو إسرائيل موسى!! فلما لغطوا عنده قال: دعوني! فما أنا فيه خير مما تسألوني، ثم أوصاهم بثلاث (5): أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو بما كنتم تروني أجيزهم. وأنفذوا جيش أسامة، .