ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له، فأعطاه قميصه وقال: إذا فرغت فآذنا، فلما فرغ آذنه، فجاء ليصلي عليه فجذبه عمر وقال: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين؟ فقال:
(استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلم يغفر الله لهم) (1) فنزلت: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) (2)، فترك الصلاة عليهم.
وذكره في كتاب الجنائز وقال فيه: فقال آذني أصلي عليه فآذنه، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر.
وذكره في كتاب التفسير من حديث أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه قميصه فأمره أن يكفنه فيه، ثم قام يصلي عليه، فأخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثوبه وقال: تصلي عليه وهو منافق، وقد نهاك الله أن تستغفر لهم؟
قال: إنما خيرني الله أو أخبرني الله فقال: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة)، فقال: سأزيده على سبعين، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلوا معه، ثم أنزل عليه: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره).
وخرج أيضا من حديث الليث عن عقيل عن ابن شهاب: أخبرني عبيد الله ابن عبد الله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما مات عبد الله ابن أبي ابن سلوك، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله وثبت إليه فقلت: يا رسول الله! أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا، كذا وكذا؟ قال: أعدد عليه قوله. فتبسم رسول الله وقال: أخر عني يا عمر، فلما أكثرت عليه قال: إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة (3): (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) إلى قوله: (وهم فاسقون)، قال: فعجبت بعد من جراءتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .