وسأله عن الضالة من الإبل تغشى حياضه، وقد ملأها لإبله، فهل له من أجر إن سقاها؟ فقال عليه السلام: نعم! في كل ذات كبد حرى (1) أجرا.
هدية رجل من أسلم واعترض له رجل من أسلم معه غنم فقال يا رسول الله! هذه هدية قد أهديتها لك! - وكان قد أسلم وساق صدقته إلى بريدة بن الحصيب لما خرج مصدقا - فقال صلى الله عليه وسلم: نحن على ظهر كما ترى، فالحقنا بالجعرانة، فخرج يعدو عراض ناقة (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول. يا رسول الله! تدركني الصلاة وأنا في عطن الإبل (3)، أفأصلي فيه؟ قال لا! قال: فتدركني وأن في مراح الغنم (5)، أفأصلي فيه؟ قال: نعم! قال: يا رسول الله! ربما تباعد بنا الماء ومع الرجل زوجته، فيدنو منها؟ قال: نعم! ويتيمم. قال: يا رسول الله! وتكون فينا الحائض؟ قال: تتيمم! فلحقه عليه السلام بالجعرانة فأعطاه مائة شاة.
سؤال الأعراب وجعل الأعراب في طريقه يسألونه [أن يقسم عليهم فيئهم من الإبل والغنم] (4)، وكثروا عليه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت ردائه فنزعته (5)، فوقف وهو يقول: أعطوني ردائي! لو كان عدد هذا العضاه نعما لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا.
منزله بالجعرانة وانتهى إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس خلون من ذي القعدة، والسبي والغنائم بها محبوسة، وقد اتخذ السبي حظائر يستظلون بها من الشمس، وكانوا ستة آلاف،