اخترقوا (1) فسلهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى! قد قلتم كذا وكذا!!
فذهب إليهم فقال لهم، فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه فقال وديعة بن ثابت - ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته، وقد أخذ بحقبها (2) -: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونلعب! فأنزل الله فيه: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين) (3).
وقال مخشي بن حمير: يا رسول الله! قعد بي اسمي واسم أبي! فكان الذي عفي عنه في هذه الآية مخشي، فتسمى عبد الرحمن، وسأل الله أن يقتله شهيدا لا يعلم بمكانه، فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر.
وجاء الجلاس فحلف ما قال من ذلك شيئا. فأنزل الله فيه: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير) (4).
وكان للجلاس دية في الجاهلية على بعض قومه - وكان محتاجا - فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أخذها له فاستغنى بها.
وادي القرى ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وادي القرى على حديقة امرأة فقال: اخرصوها فجاء خرصها عشرة أوسق (5) فقال لها: احفظي ما خرج منها حتى نرجع إليك.
.