فصل في حفظ الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في تثبيته عن أقذار الجاهلية ومعايبها تكرمة له وصيانة قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق، فتثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي طالب يكلؤه الله عز وجل ويحفظه من أقذار الجاهلية ومعايبها لما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة، وأحسنهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم حديثا، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما، حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين (1)، لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما
(٣٣٩)