في مائتين قبل يلملم. وخرج خالد بن سعيد بن العاص في ثلاثمائة قبل عرنة وبعث خالد بن الوليد إلى العزى في ثلاثين فارسا فهدمها لخمس (1) بقين من رمضان، وكانت بنخلة. وبعث الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم ابن فهم (2) الدوسي إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة فحرقه بالنار، وبعث سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة بالمشلل (3) فهدمه، وبعث عمرو بن العاص إلى صنم هذيل سواع فهدمه. ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله وبرسوله فلا يدعن في بيته صنما إلا كسره أو حرقه، وثمنه حرام فجعل المسلمون يكسرون الأصنام، ولم يكن رجل من قريش بمكة إلا وفي بيته صنم: إذا دخل مسحه وإذ خرج مسحه: تبركا به. وكان عكرمة بن أبي جهل لما أسلم لم يسمع بصنم في بيت إلا مشى إليه حتى يكسره. وجعلت هند بنت عتبة تضرب صنما في بيتها بالقدوم فلذة فلذة (4) وهي تقول، كنا منك في غرور!!
مدة المقام بمكة وأقام صلى الله عليه وسلم بمكة - على ما في صحيح البخاري - خمس عشرة ليلة. [وفي رواية تسع عشرة، وفي أبي داود تسع عشرة، وفي الترمذي ثماني عشرة، وقيل عشرا، وقيل بضع عشرة، وقيل: عشرين ليلة] يصلي ركعتين، ويأمر أهل مكة أن يتموا، كما رواه النسائي. وأفطر بقية شهر رمضان.
بعثة خالد بن الوليد بني جذيمة وقتلهم، وكانوا مسلمين ولما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني جذيمة ابن عامر بن عمرو بن مناة بن كنانة يدعوهم إلى الإسلام فخرج أول شوال في ثلاثمائة وخمسين إلى أسفل مكة وانتهى إليهم، فقالوا: نحن مسلمون! فقال خالد:
استأسروا! فكتف بعضهم بعضا، ودفع خالد إلى كل رجل من أصحابه رجلا أو رجلين، فباتوا في وثاق إلى السحر. فنادى خالد: من كان معه أسير فليدافه (5) .