يوم السابع من ذي الحجة وخطبة يوم عرفة، وخطبة يوم النحر، وخطبة القر (1) وخطبة يوم النفر الأول (2)، قال الواقدي: فقال - يعني في خطبة يوم النحر بمنى -:
خطبة يوم النحر بمنى أيها الناس، اسمعوا من قولي واعقلوه، فإني لا أدري: لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا! أيها الناس! أي شهر هذا؟ فسكتوا، فقال: هذا شهر حرام، وأي باء هذا؟ فسكتوا، فقال: بلد حرام، وأي (3) يوم هذا؟ فسكتوا: قال يوم حرام، ثم قال: إن الله قد حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرمة شهركم هذا، في بلدكم هذا، في يومكم هذا إلى أن تلقوا ربكم، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال: إنكم سوف تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلغت؟ قال الناس: نعم، قال: اللهم اشهد، ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، ألا وإن كل ربا في الجاهلية موضوع، وإن كل دم في الجاهلية موضوع، [ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، قضى الله أنه ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله] (4) وأول دمائكم أضع دم إياس بن ربيعة بن الحارث - [كان مسترضعا في بني سعد بن ليث فقتلته هذيل] -، ألا هل بلغت؟ قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، ألا إن كل مسلم محرم على كل مسلم، ولا يحل مال امرئ مسلم إلا ما أعطي عن طيب نفس.
.