فأبى النبي صلى الله عليه وسلم. فحكم سمرة أن يمن على الشطر ويفدوا الشطر، ففعل.
رئيس وفد بني تميم كان رئيسهم الأعور بن بشامة العنبري، وكانت أخته صفية سبيت، فعرض النبي عليها نفسه فاختارت زوجها، فردها. وقام عمرو بن الأهتم يومئذ يهجو قيس ابن عاصم، وقد أجازهم النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يجيز الوفود إذا قدموا عليه، وقال:
هل بقي منكم من لم نجزه فقالوا: غلام في الرحل. فقال: أرسلوه نجزه! فقال قيس بن عاصم: إنه غلام لا شرف له! فقال: وإن كان، فإنه وافد وله حق!!
فقال عمرو (1) شعرا يريد به قيسا. وكانت جوائزهم على يد بلال رضي الله عنه:
لكل واحد ثنتي عشر أوقية ونصف، ولغلام هو أصغرهم خمس أواقي.
بعثة الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق ثم كانت بعثة الوليد بن عقبة [بن أبي معيط] (2) إلى بني المصطلق ليأخذ صدقاتهم، فخرجوا يلقونه بالجزر والغنم فرحا به، فولي راجعا إلى المدينة، وأخبر أنهم يلقونه بالسلاح ليحولوا بينه وبين الصدقة. فبلغهم ذلك عنه، فقدم وفدهم وقالوا: يا رسول! سل هل ناطقنا أو كلمنا؟ فنزلت فيه: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) (3)، فقرأها عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: من تحبون أن أبعث إليكم؟
قالوا: عباد بن بشر، فخرج معهم يقرئهم القرآن ويعلمهم شرائع الإسلام، وقد قال له: خذ صدقات أموالهم، توق كرائم أموالهم. فأقام عندهم عشرا ثم انصرف راضيا.
سرية قطبة بن عامر إلى خثعم وكانت سرية قطبة بن عامر إلى خثعم في صفر سن تسع، فخرج في عشرين رجلا معهم عشرة أبعرة يتعقبوها، [فأخذوا رجلا فسألوه فاستعجم عليهم، فجعل يصيح بالحاضر ويحذرهم. فضربوا عنقه، ثم أمهلوا حتى نام الحاضر فشنوا عليهم الغارة، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعا: وقتل قطبة .