بيننا وبين قوم كذبونا وغرونا وخذلونا وقتلونا فقلت له ادن منى الحمد لله الذي أقادني منك فضربته ضربة لم تغن شيئا فقال أما ترى في خدش تخدشنيه وفاء من دمك أيها العبد فقال ابن زياد وفخرا عند الموت قال ثم ضربته الثانية فقتلته * قال وقام محمد بن الأشعث إلى عبيد الله بن زياد فكلمه في هانئ بن عروة وقال إنك قد عرفت منزلة هانئ بن عروة في المصر وبيته في العشيرة وقد علم قومه أنى وصاحبي سقناه إليك فأنشدك الله لما وهبته لي فإني أكره عداوة قومه هم أعز أهل المصر وعدد أهل اليمن * قال فوعده أن يفعل فلما كان من أمر مسلم ابن عقيل ما كان بدا له فيه وأبى أن يفي له بما قال قال فأمر بهانئ بن عروة حين قتل مسلم بن عقيل فقال أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه قال فأخرج بهانئ حتى انتهى إلى مكان من السوق كان يباع فيه الغنم وهو مكتوف فجعل يقول وا مذحجاه ولا مذحج لي اليوم وا مذحجاه وأين منى مذحج فلما رأى أن أحدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف ثم قال أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يجاحش به رجل عن نفسه * قال ووثبوا إليه فشدوه وثاقا ثم قيل له امدد عنقك فقال ما أنابها مجد سخى وما أنا بمعينكم على نفسي * قال فضربه مولى لعبيد الله بن زياد تركي يقال له رشيد بالسيف فلم يصنع سيفه شيئا فقال هانئ إلى الله المعاد اللهم إلى رحمتك ورضوانك ثم ضربه أخرى فقتله * قال فبصر به عبد الرحمن بن الحصين المرادي بخازر وهو مع عبيد الله بن زياد فقال الناس هذا قاتل هانئ بن عروة فقال ابن الحصين قتلني الله إن لم أقتله أو أقتل دونه فحمل عليه بالرمح فطعنه فقتله ثم إن عبيد الله بن زياد لما قتل مسلم ابن عقيل وهانئ بن عروة دعا بعبد الاعلى الكلبي الذي كان أخذه كثير بن شهاب في بنى فتيان فأتى به فقال له أخبرني بأمرك فقال أصلحك الله خرجت لأنظر ما يصنع الناس فأخذني كثير بن شهاب فقال له فعليك وعليك من الايمان المغلظة إن كان أخرجك إلا ما زعمت فأبى أن يحلف فقال عبيد الله انطلقوا بهذا إلى جبانة السبع فاضربوا عنقه بها قال فانطلق به فضربت عنقه قال وأخرج عمارة
(٢٨٤)