تاريخ الطبري - الطبري - ج ٤ - الصفحة ٢٨٢
ما أجفاك وما أفظك وأقسى قلبك وأغلظك أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم منى ثم جلس متساندا إلى حائط (قال أبو مخنف) فحدثني قدامة بن سعد أن عمرو بن حريث بعث غلاما له يدعى سليمان فجاءه بماء في قلة فسقاه (قال أبو مخنف) وحدثني سعيد بن مدرك بن عمارة أن عمارة بن عقبة بعث غلاما له يدعى قيسا فجاءه بقلة عليها منديل ومعه قدح فصب فيه ماء ثم سقاه فأخذ كلما شرب امتلا القدح دما فلما ملا القدح المرة الثالثة ذهب ليشرب فسقطت ثنيتاه فيه فقال الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم شربته وأدخل مسلم على ابن زياد فلم يسلم عليه بالامرة فقال له الحرسي ألا تسلم على الأمير فقال له إن كان يريد قتلى فما سلامي عليه وإن كان لا يريد قتلى فلعمري ليكثرن سلامي عليه فقال له ابن زياد لعمري لتقتلن قال كذلك قال نعم قال فدعني أوص إلى بعض قومي فنظر إلى جلساء عبيد الله وفيهم عمر بن سعد فقال يا عمر إن بيني وبينك قرابة ولى إليك حاجة وقد يجب لي عليك نجح حاجتي وهو سر فأبى أن يمكنه من ذكرها فقال له عبيد الله لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك فقام معه فجلس حيث ينظر إليه ابن زياد فقال له إن على بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم فاقضها عنى وانظر جثتي فاستوهبها من ابن زياد فوارها وابعث إلى حسين من يرده فإني قد كتبت إليه أعلمه أن الناس معه ولا أراه إلا مقبلا فقال عمر لابن زياد أتدري ما قال لي إنه ذكر كذا وكذا قال له ابن زياد إنه لا يخونك الأمين ولكن قد يؤتمن الخائن أما مالك فهو لك ولسنا نمنعك أن تصنع فيه ما أحببت وأما حسين فإنه إن لم يردنا لم نرده وإن أرادنا لم نكف عنه وأما جثته فانا لن نشفعك فيها إنه ليس بأهل منا لذلك قد جاهدنا وخالفنا وجهد على هلاكنا وزعموا أنه قال أما جثته فانا لا نبالي إذا قتلناه ما صنع بها ثم إن ابن زياد قال إيه يا ابن عقيل أتيت الناس وأمرهم جميع وكلمتهم واحدة لتشتتهم وتفرق كلمتهم وتحمل بعضهم على بعض قال كلا لست أتيت ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم وسفك دماءهم وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر فأتيناهم لنأمر بالعدل
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست