ابن صلخب الأزدي وكان ممن يريد أن يأتي مسلم بن عقيل بالنصرة لينصره فأتى به أيضا عبيد الله فقال له ممن أنت قال من الأزد قال انطلقوا به إلى قومه فضربت عنقه فيهم فقال عبد الله بن الزبير الأسدي في قتلة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة المرادي ويقال قاله الفرزدق إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل إلى بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوى من طمار قتيل أصابهما أمر الأمير فأصبحا * أحاديث من يسرى بكل سبيل ترى جسدا قد غير الموت لونه * ونضح دم قد سال كل مسيل فتى هو أحيى من فتاة حيية * وأقطع من ذي شفرتين صقيل أيركب أسماء الهماليج آمنا * وقد طلبته مذحج يذحول تطيف حواليه مراد وكلهم * على رقبة من سائل ومسول فان أنتم لم تثأروا بأخيكم * فكونوا بغايا أرضيت بقليل (قال أبو مخنف) عن أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي قال ثم إن عبيد الله ابن زياد لما قتل مسلما وهانئا بعث برؤوسهما مع هانئ بن أبي حية الوادعي والزبير ابن الا روح التميمي إلى يزيد بن معاوية وأمر كاتبه عمرو بن نافع أن يكتب إلى يزيد بن معاوية بما كان من مسلم وهانئ فكتب إليه كتابا أطال فيه وكان أول من أطال في الكتب فلما نظر فيه عبيد الله بن زياد كرهه وقال ما هذا التطويل وهذه الفضول اكتب أما بعد فالحمد لله الذي أخذ لأمير المؤمنين بحقه وكفاه مؤنة عدوه أخبر أمير المؤمنين أكرمه الله أن مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هانئ بن عروة المرادي وإني جعلت عليهما العيون ودسست إليهما الرجال وكدتهما حتى استخرجتهما وأمكن الله منهما فقدمتهما فضرب أعناقهما وقد بعثت إليك برؤوسهما مع هانئ بن أبي حية الهمداني والزبير بن الا روح التميمي وهما من أهل السمع والطاعة والنصيحة فليسألهما أمير المؤمنين عما أحب من أمر فإن عندهما علما وصدقا وفهما وورعا والسلام فكتب إليه يزيد أما بعد فإنك لم تعد أن كنت كما أحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش
(٢٨٥)