فصحنا بأهل القرية قال فجاؤنا سراعا فقلنا لهم عجلوا عقد الجسر واستحثثناهم فما لبثوا أن فرغوا منه ثم عبرنا عليه فاتبعناهم سراعا ما نلوى على شئ فلزمنا آثارهم فوالله ما زلنا نسأل عنه فيقال هم الآن أمامكم لحقتموهم ما أقربكم منهم فوالله ما زلنا في طلبهم حرصا على لحاقهم حتى كان أول من استقبلنا من الناس فلهم وهم منهزمون لا يلوى أحد على أحد فاستقبلهم أبو الرواغ ثم صاح بالناس إلى إلى فأقبل الناس إليه فلاذوا به فقال ويلكم ما وراءكم فقالوا لا ندري لم يرعنا إلا والقوم معنا في عسكرنا ونحن متفرقون فشدوا علينا ففرقوا بينا قال فما فعل الأمير فقائل يقول نزل وهو يقاتل وقائل يقول ما نراه إلا قتل فقال لهم أيها الناس ارجعوا معي فإن ندرك أميرنا حيا نقاتل معه وإن نجده قد هلك قاتلناهم فنحن فرسان أهل المصر المنتخبون لهذا العدو فلا يفسد فيكم رأى أميركم بالمصر ولا رأى أهل المصر وأيم الله لا ينبغي لكم إن عاينتموه وقد قتلوا معقلا أن تفارقوهم حتى تثئروهم أو تبار واسيروا على بركة الله فساروا وسرنا فأخذ لا يستقبل أحدا من الناس إلا صاح به ورده ونادى وجوه أصحابه وقال اضربوا وجوه الناس وردوهم قال فأقبلنا نرد الناس حتى انتهينا إلى العسكر فإذا نحن براية معقل من قيس منصوبة فإذا معه مائتا رجل أو أكثر فرسان الناس ووجوههم ليس فيهم إلا راجل وإذا هم يقتتلون أشد قتال سمع الناس به فلما طلعنا عليهم إذا نحن بالخوارج قد كادوا يعلون أصحابنا وإذا أصحابنا على ذلك صابرون يجالدونهم فلما رأونا كروا ثم شدوا على الخوارج فارتفعت الخوارج عنهم غير بعيد وانتهينا إليهم فنظر أبو الرواغ إلى معقل فإذا هو مستقدم يذمر أصحابه ويحرضهم فقال له أحي أنت فداك عمى وخالي قال نعم فشد القوم فنادى أبو الرواغ أصحابه ألا ترون أميركم حيا شدوا على القوم قال فحمل وحملنا على القوم بأجمعنا قال فصدمنا خيلهم صدمة منكرة وشد عليهم معقل وأصحابه فنزل المستورد وصاح بأصحابه يا معشر الشراة الأرض الأرض فإنها والله الحنة والذي لا إليه غيره لمن قتل صادق النية في جهاد هؤلاء الظلمة وجلاحهم فتنازلوا من عند آخرهم فنزلنا من عند آخرنا ثم مضينا إليه مصلتين بالسيوف فاضطربنا بها طويلا من النهار كأشد
(١٥٩)