الكوفة ما يمنعون به بلادهم من هؤلاء الاكلب فقال لهم ويحكم أطيعوني فيهم فإنهم قوم سوء لكم في قتالهم أجر وحظوة عند السلطان فقال له بيهس الجرمي نحن والله إذا كما قال أخو بنى كنانة كمرضعة أولاد أخرى وضيعت بنيها فلم ترقع بذلك مرقعا أما بلغك ان الأكراد قد كفروا بجبال فارس قال قد بلغني قال فتأمرنا أن ننطلق معك نحمى بلاد أهل الكوفة ونقاتل عدوهم ونترك بلادنا فقال له وما الأكراد إنما يكفيهم طائفة منكم فقال له وهذا العدو الذي تندبنا إليه إنما يكفيه طائفة من أهل الكوفة إنهم لعمري لو اضطروا إلى نصرتنا لكان علينا نصرتهم ولكنهم لم يحتاجوا إلينا بعد وفى بلادنا فتق مثل الفتق الذي في بلادهم فليغنوا ما قبلهم وعلينا أن نغنى ما قبلنا ولعمري لو أنا أطعناك في اتباعهم فاتبعتهم كنت قد اجترأت على أميرك وفعلت ما كان ينبغي لك أن تطلع فيه راية ما كان ليحتملها لك فلما رأى ذلك قال لأصحابه سيروا فارتحلوا وجاء حتى لقى معقلا وكانا متحابين على رأى الشيعة متوادين عليه فقال أما والله لقد جهدت بمن معي أن يتبعوني حتى أسير معكم إلى عدوكم فغلبوني فقال له معقل جزاك الله من أخ خيرا إنا لم نحتج إلى ذلك أما والله إني أرجو أن لو قد جهدوا لا يفلت منهم مخبر * قال أبو مخنف حدثني الصقعب بن زهير عن أبي أمامة عبيد الله بن جنادة عن شريك بن الأعور قال حدثنا بهذا الحديث شريك بن الأعور قال فلما قال والله إني لأرجو أن لو جهدوا لا يفلت منهم مخبر كرهتها والله له وأشفقت عليه وحسبت أن يكون شبه كلام البغى قال وأيم الله ما كان من أهل البغى * قال أبو مخنف حدثني حصيرة ابن عبد الله عن أبيه عبد الله بن الحارث الأزدي قال لما أتانا ان المستورد بن علفة وأصحابه قد رجعوا عن طريقهم سررنا بذلك وقلنا نتبعهم ونستقبلهم بالمدائن وإن دنوا من الكوفة كان أهلك لهم ودعا معقل بن قيس أبا الرواغ فقال له اتبعه في أصحابك الذين كانوا معك حتى تحبسه على حتى ألحقك فقال له زدني منهم فإنه أقوى لي عليهم إن هم أرادوا مناجزتي قبل قدومك فإنا كنا قد لقينا منهم برحا فزاده ثلثمائة فاتبعهم في ستمائة واقبلوا سراعا حتى نزلوا جرجرايا واقبل أبو الرواغ
(١٥٤)