في أثرهم مسرعا حتى لحقهم بجرجريا وقد نزلوا فنزل بهم عند طلوع الشمس فلما نظروا أذا هم بأبي الرواغ في المقدمة فقال بعضهم لبعض إن قتالكم هؤلاء أهون من قتال من يأتي بعدهم * قال فخرجوا إلينا فأخذوا يخرجون لنا العشرة فرسان منهم والعشرين فارسا فنخرج لهم مثلهم فتطارد الخيلان ساعة ينتصف بعضنا من بعض فلما رأوا ذلك اجتمعوا فشدوا علينا شدة واحدة صدقوا فيها الحملة * قال فصرفونا حتى تركنا لهم العرصة ثم إن أبا الرواغ نادى فيهم فقال يا فرسان السوء يا حماة؟؟ بئس ما قاتلتم القوم إلى إلى * فعالج نحوا من مائة فارس فعطف عليهم وهو يقول:
إن الفتى كل الفتى من لم يهل * إذا الجبان حاد عن وقع الأسل قد علمت أنى إذا الباس نزل * أروع يوم الهيج مقدام بطل ثم عطف عليهم فقاتلهم طويلا ثم عطف أصحابه من كل جانب فصدقوهم القتال حتى ردوهم إلى مكانهم الذي كانوا فيه فلما رأى ذلك المستورد أصحابه ظنوا أن معقلا إن جاءهم على تفيئة ذلك لم يكن دون قتله لهم شئ فمضى هو وأصحابه حتى قطعوا دجلة ووقعوا في أرض بهر سير وقطع أبو الرواغ في آثارهم فاتبعهم وجاء معقل بن قيس فاتبع أثر أبى الرواغ فقطع في إثره دجلة ومضى المستورد نحو المدينة العتيقة وبلغ ذلك سماك بن عبيد فخرج حتى عبر إليها ثم خرج بأصحابه وبأهل المدائن فصف على بابها وأجلس رجالا رماة على السور فبلغهم ذلك فانصرفوا حتى نزلوا ساباط وأقبل أبو الرواغ في طلب القوم حتى مر بسماك بن عبيد بالمدائن فحبره بوجههم الذي أخذوا فيه فاتبعهم حتى نزل بهم ساباط * قال أبو مخنف حدثني عبد الرحمن بن حبيب عن عبد الله بن عقبة الغنوي قال لما نزل بنا أبو الرواغ دعا المستورد أصحابه فقال إن هؤلاء الذين نزلوا بكم مع أبي الرواغ هم حر أصحاب معقل لا والله ما قدم إليكم إلا حماته وفرسانه والله لو أنى أعلم إذا بادرت أصحابه هؤلاء إليه أدركته قبل أن يقارفوه بساعة لبادرتهم إليه فليخرج منكم خارج فيسأل عن معقل أين هو وأين بلغ قال فخرجت أنا فاستقبلت علوجا أقبلوا من