قال وتهب لي دورك بمكة قال قد فعلت قال وصلتك رحم قال فقال ابن عامر يا أمير المؤمنين إني سائلك ثلاثا فقل هن لك قال هن لك وأنا ابن هند قال ترد على مالي بعرفة قال قد فعلت قال ولا تحاسب لي عاملا ولا تتبع لي أثرا قال قد فعلت قال وتنكحني ابنتك هندا قال قد فعلت * قال ويقال إن معاوية قال له اختر بين أن أتتبع أثرك وأحاسبك بما صار إليك وأردك إلى عملك وبين أن أسوغك ما أصبت وتعتزل فاختار أن يسوعه ذلك ويعتزل (وفى هذه السنة) استلحق معاوية نسب زياد بن سمية بأبيه أبي سفيان فيما قيل * حدثني عمر بن شبة قال زعموا أن رجلا من عبد القيس كان مع زياد لما وفد على معاوية فقال لزياد إن لابن عامر عندي يدا فان أذنت لي أتيته قال على أن تحدثني ما يجرى بينك وبينه قال نعم فأذن له فأتاه فقال له ابن عامر هيه هيه وابن سمية يقبح آثاري ويعرض بعمالي لقد هممت أن آتي بقسامة من قريش يحلفون أن أبا سفيان لم ير سمية قال فلما رجع سأله زياد فأبى أن يخبره فلم يدعه حتى أخبره فأخبر ذلك زياد معاوية فقال معاوية لحاجبه إذا جاء ابن عامر فاضرب وجه دابته عن أقصى الأبواب ففعل ذلك به فأتى ابن عامر يزيد فشكا إليه ذلك فقال له هل ذكرت زيادا قال نعم فركب معه يزيد حتى أدخله فلما نظر إليه معاوية قام فدخل فقال يزيد لابن عامر اجلس فكم عسى أن تقعد في البيت عن مجلسه فلما أطالا خرج معاوية وفى يده قضيب يضرب به الأبواب ويتمثل لنا سياق ولكم سياق * قد علمت ذلكم الرفاق ثم قعد فقال يا ابن عامر أنت القائل في زياد ما قلت أما والله لقد علمت العرب أنى كنت أعزها في الجاهلية وإن الاسلام لم يزدني إلا عزا وإني لم أتكثر بزياد من قلة ولم أتعزز به من ذلة ولكن عرفت حقا له فوضعته موضعه فقال يا أمير المؤمنين نرجع إلى ما يحب ذياد قال إذا نرجع إلى ما تحب فخرج ابن عامر إلى زياد فترصناه * حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا عمرو بن هاشم عن عمر بن بشير الهمداني عن أبي إسحاق أن زيادا لما قدم الكوفة قال قد جئتكم في أمر ما طلبته إلا لكم قالوا ادعنا إلى ما شئت قال تلحقون نسبي بمعاوية قالوا أما
(١٦٣)