لهم الدبابة إلى دار في الحمراء فيها عبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي وعبد الله بن قيس الخولاني فجئنا بهم حتى أدخلناهم عليه فقال لهم يا قتلة الصالحين وقتلة سيد شباب أهل الجنة ألا ترون الله قد أقاد منكم اليوم لقد جاءكم الورس بيوم نحس وكانوا قد أصابوا من الورس الذي كان مع الحسين أخرجوهم إلى السوق فضربوا رقابهم ففعل ذلك بهم فهؤلاء أربعة نفر (قال أبو مخنف) وحدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد ابن مسلم قال جاءنا السائب بن مالك الأشعري في خيل المختار فخرجت نحو عبد القيس وخرج عبد الله وعبد الرحمن ابنا صلخب في أثرى وشغلوا بالاحتباس عليهما عنى فنجوت وأخذوهما ثم مضوا بهما حتى مروا على منزل رجل يقال له عبد الله بن وهب ابن عمرو ابن عم أعشى همدان من بنى عبد فأخذوه فانتهوا بهم إلى المختار فأمر بهم فقتلوا في السوق فهؤلاء ثلاثة فقال حميد بن مسلم في ذلك حيث نجا منهم ألم ترني على دهش * نجوت ولم أكد أنجو رجاء الله أنقذني * ولم أك غيره أرجو (قال أبو مخنف) حدثني موسى بن عامر العدوي من جهينة وقد عرف ذلك الحديث شهم بن عبد الرحمن الجهني قال بعث المختار عبد الله بن كامل إلى عثمان بن خالد بن أسير الدهماني من جهينة وإلى أبى أسماء بشر بن سوط القابضي وكانا ممن شهدا قتل الحسين وكانا اشتركا في دم عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب وفى سلبه فأحاط عبد الله بن كامل عند العصر بمسجد بنى دهمان ثم قال على مثل خطايا بنى دهمان منذ يوم خلقوا إلى يوم يبعثون إن لم أوت بعثمان بن خالد بن أسير إن لم أضرب أعناقكم من عند آخركم فقلنا له أمهلنا نطلبه فخرجوا معه الخيل في طلبه فوجدوهما جالسين في الجبانة وكانا يريدان أن يخرجا إلى الجزيرة فأتى بهما عبد الله بن كامل فقال الحمد لله الذي كفى المؤمنين القتال لو لم يجدوا هذا مع هذا عنانا إلى منزله في طلبه فالحمد لله الذي حينك حتى أمكن منك فخرج بهما حتى إذا كان في موضع بئر الجعد ضرب أعناقهما ثم رجع فأخبر المختار خبرهما فأمره أن يرجع إليهما فيحرقهما بالنار وقال لا يدفنان حتى يحرقا فهذان رجلان فقال أعشى همدان يرثى عثمان الجهني
(٥٣٠)