الأربعين ألفا ثم خرج مقبلا إلى الكوفة قال ويجئ عين المختار من مكة حتى أخبره الخبر فقال له بكم تجهز قال بما بين الثلاثين ألفا إلى الأربعين ألفا قال فدعا المختار زائدة بن قدامة وقال له احمل معك سبعين ألف درهم ضعف ما أنفق هذا في مسيره إلينا وتلقه في المفاوز وأخرج معك بمسافر بن سعيد بن نمران الناعطي في خمسمائة فارس دارع رامح عليهم البيض ثم قل له خذ هذه النفقة فإنها ضعف نفقتك فإنه قد بلغنا أنك تجهزت وتكلفت قدر ذلك فكرهنا أن تغرم فخذها وانصرف فان فعل وإلا فأره الخيل وقل له إن وراء هؤلاء مثلهم مائة كتيبة قال فأخذ زائدة المال وأخرج معه الخيل وتلقاه بالمفاوز وعرض عليه المال وأمره بالانصراف فقال له ان أمير المؤمنين قد ولانى الكوفة ولابد من إنفاذ أمره فدعا زائدة بالخيل وقد أكمنها في جانب فلما رآها قد أقبلت قال هذا الآن أعذر لي وأجمل بي هات المال فقال له زائدة أما انه لم يبعث به إليك إلا لما بينك وبينه فدفعه إليه فأخذه ثم مضى راجعا نحو البصرة فاجتمع بها هو وابن مطيع في إمارة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وذلك قبل وثوب المثنى بن مخربة العبدي بالبصرة (قال أبو مخنف) فحدثني إسماعيل بن نعيم أن المختار أخبر أن أهل الشأم قد أقبلوا نحو العراق فعرف أنه به يبدأ فخشى أن يأتيه أهل الشأم من قبل المغرب ويأتيه مصعب بن الزبير من قبل البصرة فوادع ابن الزبير وداراه وكايده وكان عبد الملك بن مروان قد بعث عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص إلى وادى القرى والمختار لابن الزبير مكايد موادع فكتب المختار إلى ابن الزبير أما بعد فقد بلغني أن عبد الملك بن مروان قد بعث إليك جيشا فان أحببت أن أمدك بمدد أمددتك فكتب إليه عبد الله بن الزبير أما بعد فان كنت على طاعتي فلست أكره أن تبعث الجيش إلى بلادي وتبايع لي الناس قبلك فإذا أتتني بيعتك صدقت مقالتك وكففت جنودي عن بلادك وعجل على بتسريح الجيش الذي أنت باعثه ومرهم فليسيروا إلى من بوادي القرى من جند ابن مروان فليقاتلوهم والسلام فدعا المختار شرحبيل بن ورس من همدان فسرحه في ثلاثة آلاف أكثرهم
(٥٤١)