وما أشارا به وانصرف ورجع الأحنف وقال ما غبنت رأيي إلا يومى هذا إني أتيت هؤلاء القوم وخلفت بكرا والأزد ورائي ورجع عباد وقيس إلى القباع وشخص المثنى إلى المختار بالكوفة في نفر يسير من أصحابه وأصيب في تلك الحرب سويد بن رئاب الشنى وعقبة بن عشيرة الشنى قتله رجل من بنى تميم وقتل التميمي فولغ أخوه عقبة بن عشيرة في دم التميمي وقال ثأري وأخبر المثنى المختار حين قدم عليه بما كان من أمر مالك بن مسمع وزياد بن عمرو ومسيرهما إليه وذبهما عنه حتى شخص عن البصرة فطمع المختار فيهما فكتب إليهما أما بعد فاسمعا وأطيعا أوتكما من الدنيا ما شئتما وأضمن لكما الجنة فقال مالك لزياد يا أبا المغيرة قد أكثر لنا أبو إسحاق إعطاءنا الدنيا والآخرة فقال زياد مازحا لمالك يا أبا غسان أما أنا فلا أقاتل نسيئة من أعطانا الدراهم قاتلنا معه وكتب المختار إلى الأحنف بن قيس من المختار إلى الأحنف ومن قبله فسلم أنتم أما بعد فويل أم ربيعة من مضر فإن الأحنف مورد قومه سقر حيث لا يستطيع لهم الصدر وإني لا أملك ما خط في القدر وقد بلغني أنكم تسمونني كذابا وقد كذب الأنبياء من قبلي ولست نجبر من كثير منهم وكتب إلى الأحنف إذا اشتريت فرسا من مالكا * ثم أخذت الجوب في شمالكا فاجعل مصاعا حذما من بالكا * حدثني أبو السائب سلم بن جنادة قال حدثنا الحسن بن حماد عن حيان بن علي عن المجالد عن الشعبي قال دخلت البصرة فقعدت إلى حلقة فيها الأحنف بن قيس فقال لي بعض القوم من أنت قلت رجل من أهل الكوفة قال أنتم موال لنا قلت وكيف قال قد أنقذناكم من أيدي عبيدكم من أصحاب المختار قلت تدرى ما قال شيخ همدان فينا وفيكم فقال الأحنف بن قيس وما قال قلت قال أفخرتم إن قتلتم أعبدا * وهزمتم مرة آل عزل وإذا فاخرتمونا فاذكروا * ما فعلنا بكم يوم الجمل بين شيخ خاضب عثنونه * وفتى أبيض وضاح رفل
(٥٣٨)