الناس كلهم عليهم فلم يكن لهم بجمع الناس طاقة فال فبعث إلى عمرو بن سعيد فأقرأه الكتاب وأخبره الخبر وأمره أن يسير إليهم في الناس فقال له قد كنت ضبطت لك البلاد وأحكمت لك الأمور فأما الآن إذ صارت إنما هي دماء قريش تهراق بالصعيد فلا أحب أن أكون أنا أتولى ذلك يتولاها منهم من هو أبعد منهم منى قال فبعثني بذلك الكتاب إلى مسلم بن عقبة المري وهو شيخ كبير ضعيف مريض فدفعت إليه الكتاب فقرأه وسألني عن الخبر فأخبرته فقال لي مثل مقالة يزيد أما يكون بنو أمية ومواليهم وأنصارهم بالمدينة ألف رجل قال قلت بلى يكونون قال فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من نهار ليس هؤلاء بأهل أن ينصروا حتى يجهدوا أنفسهم في جهاد عدوهم وعز سلطانهم ثم جاء حتى دخل على يزيد فقال يا أمير المؤمنين لا تنصر هؤلاء فإنهم الأذلاء أما استطاعوا أن يقاتلوا يوما واحدا أو شطره أو ساعة منه دعهم يا أمير المؤمنين حتى يجهدوا أنفسهم في جهاد عدوهم وعز سلطانهم ويستبين لك من يقاتل منهم على طاعتك ويصبر عليها أو يستسلم قال ويحك إنه لا خير في العيش بعدهم فاخرج فأنبني نبأك وسر بالناس فخرج مناديه فنادى أن سيروا إلى الحجاز على أخذ أعطياتكم كملا ومعونة مائة دينار توضع في يد الرجل من ساعته فانتدب لذلك اثنا عشر ألف رجل * حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة قال كتب يريد إلى ابن مرجانة أن اغز ابن الزبير فقال لا أجمعهما للفاسق أبدا أقتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأغزو البيت قال وكانت مرجانة امرأة صدق فقالت لعبيد الله حين قتل الحسين عليه السلام ويلك ماذا صنعت وماذا ركبت (رجع الحديث إلى حديث حبيب بن كرة) قال فأقبلت حتى أوافي عبد الملك بن مروان في ذلك المكان في تلك الساعة أو بعيدها شيئا قال فوجدته جالسا متقنعا تحت شجرة فأخبرته بالذي كان فسر به فانطلقنا حتى دخلنا دار مروان على جماعة بنى أمية فنبأتهم بالذي قدمت به فحمدوا الله عز وجل قال عبد الملك بن نوفل حدثني حبيب أنه بلغه في عشرة قال فلم أبرح حتى رأيت يزيد بن معاوية خرج إلى الخيل يتصفحها وينظر
(٣٧١)