مسلما فإما أن أقتله وإما أن أفتل دونه فقال عبد الله بن حنظلة لعبد الله بن الضحاك من بنى عبد الأشهل من الأنصار ناد في الخيل فلتقف مع الفضل بن العباس فنادى فيهم الضحاك فجمعهم إلى الفضل فلما اجتمعت الخيل إليه حمل على أهل الشأم فانكشفوا فقال لأصحابه ألا ترونهم كشفا لياما؟؟ أخرى جعلت فداكم فوالله لئن عاينت أميرهم لأقتلنه أو لأقتلن دونه إن صبر ساعة معقب سرورا انه ليس بعد لصبرنا إلا النصر ثم حمل وحمل أصحابه معه فانفرجت خيل أهل الشأم عن مسلم بن عقبة في نحو من خمسمائة راجل جثاة على الركب مشرعي الأسنة نحو القوم ومضى كما هو نحو رايته حتى يضرب رأس صاحب الراية وان عليه لمغفرا فقط المغفر وفلق هامته فخر ميتا فقال خذها منى وأنا ابن عبد المطلب فظن أنه قتل مسلما فقال قتلت طاغية القوم ورب الكعبة فقال مسلم أخطأت أستك الحفرة وإنما كان ذلك غلاما له يقال له رومي وكان شجاعا فأخذ مسلم رايته ونادى يا أهل الشأم هذا القتال قتال قوم يريدون أن يدفعوا به عن دينهم وأن يعزوا أنه نصر إمامهم قبح الله قتالكم منذ اليوم ما أوجعه لقلبي وأغيظه لنفسي أما والله ما جزاؤكم عليه إلا أن تحرموا العطاء وان تجمروا في أقاصي الثغور شدوا مع هذه الراية ترح الله وجوهكم إن لم تعتبوا فمشى برايته وشدت تلك الرجال أمام الراية فصرع الفضل بن عباس فقتل وما بينه وبين أطناب مسلم بن عقبة إلا نحو من عشر أذرع وقتل معه زيد بن عبد الرحمن بن عوف وقتل معه إبراهيم بن نعيم العدوي في رجال من أهل المدينة كثير (قال هشام) عن عوانة وقد بلغنا في حديث آخر أن مسلم بن عقبة كان مريضا يوم القتال وأنه أمر بسرير وكرسي فوضع بين الصفين ثم قال يا أهل الشأم قاتلوا عن أميركم أو دعوا ثم زحفوا نحوهم فأخذوا لا يصمدون لربع من تلك الأرباع إلا هزموه ولا يقاتلون إلا قليلا حتى تولوا ثم إنه أقبل إلى عبد الله بن حنظلة فقاتله أشد القتال واجتمع من أراد القتال من تلك الأرباع إلى عبد الله بن حنظلة فاقتتلوا قتالا شديدا فحمل الفضل بن العباس بن ربيعة في جماعة من وجوه الناس وفرسانهم؟ يريد مسلم
(٣٧٥)