ابن عقبة شخص يريد ابن الزبير حتى إذا بلغ ثنية هرشا نزل به الموت فبعث إلى رؤس الأجناد فقال إن أمير المؤمنين عهد إلى إن حدث بي حدث الموت أن أستخلف عليكم حصين بن نمير السكوني والله لو كان الامر إلى ما فعلت ولكن أكره معصية أمر أمير المؤمنين عند الموت ثم دعا به فقال انظر يا برذعة الحمار فاحفظ ما أوصيك به عم الاخبار ولا ترع سمعك قريشا أبدا ولا تردن أهل الشأم عن عدوهم ولا تقيمن إلا ثلاثا حتى تناجز ابن الزبير الفاسق ثم قال اللهم إني لم أعمل عملا قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أحب إلى من قتلى أهل المدينة ولا أرجى عندي في الآخرة ثم قال لبنى مرة زراعتي التي بحوران صدقة على مرة وما أغلقت عليه فلانة بابها فهو لها يعنى أم ولده ثم مات ولما مات خرج حصين بن نمير بالناس فقدم على ابن الزبير مكة وقد بايعه أهلها وأهل الحجاز (قال هشام) قال عوانة قال مسلم قبل الوصية ان ابني يزعم أن أم ولدى هذه سقتني ألستم وهو كاذب هذا داء يصيبنا في بطوننا أهل البيت قال وقدم عليه يعنى ابن الزبير كل أهل المدينة وقد قدم عليه نجدة بن عامر الحنفي في أناس من الخوارج يمنعون البيت فقال لأخيه المنذر ما لهذا الامر ولدفع هؤلاء القوم غيري وغيرك وأخوه المنذر ممن شهد الحرة ثم لحق به فجرذ إليهم أخاه في الناس فقاتلهم ساعة قتالا شديدا ثم إن رجلا من أهل الشأم دعا المنذر إلى المبارزة قال والشامي على بغلة له فخرج إليه المنذر فضرب كل واحد منهما صاحبه ضربة خر صاحبه لها ميتا فجثا عبد الله بن الزبير على ركبتيه وهو يقول يا رب أبرها من أصلها ولا تشدها وهو يدعو على الذي بارز أخاه ثم إن أهل الشأم شدوا عليهم شدة منكرة وانكشف أصحابه انكشافة وعثرت بغلته فقال تعسا ثم نزل وصاح بأصحابه إلى فأقبل إليه المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب ابن عبد مناف بن زهرة ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري فقاتلوا حتى قتلوا جميعا وصابرهم ابن الزبير يجالدهم حتى الليل ثم انصرفوا عنه وهذا في الحصار الأول ثم إنهم أقاموا عليه يقاتلونه بقية المحرم وصفر كله حتى إذا مضت ثلاثة
(٣٨٢)