سيبايعه ثم إن ابن الزبير عمل بالمكر في أمر الوليد بن عتبة فكتب إلى يزيد بن معاوية إنك بعثت إلينا رجلا أخرق لا يتجه لأمر رشد ولا يرعوي لعظة الحكيم ولو بعثت إلينا رجلا سهل الخلق لين الكتف رجوت أن يسهل من الأمور ما استوعر منها وأن يجتمع ما تفرق فانظر في ذلك فإن فيه صلاح خواصنا وعوامنا إن شاء الله والسلام فبعث يزيد بن معاوية إلى الوليد فعزله وبعث عثمان بن محمد بن أبي سفيان فيما ذكر أبو مخنف عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن حميد بن حمزة مولى لبنى أمية قال فقدم فتى غر حدث غمر لم يجرب الأمور ولم يحنكه السن ولم تضرسه التجارب وكان لا يكاد ينظر في شئ من سلطانه ولا عمله وبعث إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم عبد الله بن حنظلة الغسيل الأنصاري وعبد الله بن أبي عمرو ابن حفص بن المغيرة المخزومي والمنذر بن الزبير ورجالا كثيرا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد بن معاوية فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم ثم انصرفوا من عنده وقدموا المدينة كلهم إلا المنذر بن الزبير فإنه قدم على عبيد الله ابن زياد بالبصرة وكان يزيد قد أجازه بمائة ألف درهم فلما قدم أولئك النفر الوفد المدينة قاموا فيهم فأظهروا شتم يزيد وعتبه وقالوا إنا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويعزف بالطنابير ويضرب عنده القيان ويلعب بالكلاب ويسامر الخراب والفتيان وإنا نشهدكم إنا قد خلعناه فتابعهم الناس (قال لوط) بن يحيى فحدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق أن الناس أتوا عبد الله بن حنظلة الغسيل فبايعوه وولوه عليهم قال لوط وحدثني أيضا محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عوف ورجع المنذر من عند يزيد بن معاوية فقدم على عبيد الله بن زياد البصرة فأكرمه وأحسن ضيافته وكان لزياد صديقا إذ سقط إليه كتاب من يزيد بن معاوية حيث بلغه أمر أصحابه بالمدينة أن أوثق منذر بن الزبير واحبسه عندك حتى يأتيك فيه أمري فكره ذلك عبيد الله بن زياد لأنه ضيفه فدعاه فأخبره بالكتاب وأقرأه إياه وقال له إنك كنت لزياد ودا وقد أصبحت لي ضيفا وقد آتيت إليك معروفا فأنا أحب أن أسدى ذلك كله بإحسان فإذا اجتمع الناس عندي فقم فقل ائذن لي
(٣٦٨)