لكتاب الله لينام الليل تهجدا فلا يغوينك عن دينك هؤلاء الأشقياء المغرورون فقال الفتى يا عبد الله إني أظنك امرءا صالحا فتخبرني هل تجد لي من توبة فقال نعم يا عبد الله تب إلى الله يتب عليك فإنه يقبل التوبة عن عباده ويهفو عن السيئات ويحب المتطهرين قال فجشر والله الفتى الناس راجعا فقال له رجل من أهل الشأم خدعك العراقي خدعك العراقي قال لا ولكن نصح لي وقاتل هاشم قتالا شديدا هو وأصحابه وكان هاشم يدعى المرقال لأنه كان يرقل في الحرب فقاتل هو وأصحابه حتى أبروا على من يليهم وحتى رأوا الظفر وأقبلت إليهم عند المغرب كتيبة لتنوخ فشدوا على الناس فقاتلهم وهو يقول أعور يبغي أهله محلا * قد عالج الحياة حتى ملا يتلهم بذى الكعوب تلا فزعموا أنه قتل يومئذ تسعة أو عشرة ويحمل عليه الحارث بن المنذر التنوخي فطعنه فسقط وأرسل إليه على أن قدم لواءك فقال لرسوله انظر إلى بطني فإذا هو قد شق فقال الأنصاري الحجاج بن غزية فإن تفخروا بابن البديل وهاشم * فنحن قتلنا ذا الكلاع وخوشبا ونحن تركنا بعد معترك اللقا * أخاكم عبيد الله لحما ملحبا ونحن أحطنا بالبعير وأهله * ونحن سقيناكم سماما مقشبا هشام عن أبي مخنف قال حدثني مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب الجهني أن عليا مر على جماعة من أهل الشأم فيها الوليد بن عقبة وهم يشتمونه فخبر بذلك فوقف فيمن يليهم من أصحابه فقال انهدوا إليهم عليكم السكينة والوقار وقار الاسلام وسيما الصالحين فوالله لأقرب قوم من الجهل قائدهم ومؤذنهم معاوية وابن النابغة وأبو الأعور السلمي وابن أبي معيط شارب الخمر المجلود حدا في الاسلام وهم أولى من يقومون فينقصونني ويجذبونني وقبل اليوم ما قاتلوني وأنا إذ ذاك أدعوهم إلى الاسلام وهم يدعونني إلى عبادة الأصنام الحمد لله قديما عاداني الفاسقون فعبدهم الله ألم يفتحوا إن هذا لهو الخطب الجليل أن فساقا كانوا غير مرضيين وعلى الاسلام وأهله متخوفين
(٣١)