ابن الزبير يساير أخاه جعفر إذا تمثل جعفر يقول صبرة الحنظلي وكل بنى أم سيسمون ليلة * ولم يبق من أعقابهم غير واحد فقال عبد الله سبحان الله ما أدرت إلى ما أسمع يا أخي قال والله يا أخي ما أردت به شيئا مما تكره فقال فذاك والله أكره إلى أن يكون جاء على لسانك من غير تعمد قال وكأنه تطير منه وأما الحسين فإنه خرج ببنيه وإخوته وبنى أخيه وجل أهل بيته إلا محمد بن الحنفية فإنه قال له يا أخي أنت أحب الناس إلى وأعزهم على ولست أدخر النصيحة لاحد من الخلق أحق بها منك تنح بتبعتك عن يزيد ابن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك فان بايعوا لك حمدت الله على ذلك وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك إني أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتى جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا وأما أضيعها دما وأذلها أهلا قال له الحسين فانى ذاهب يا أخي قال فأنزل مكة فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وإن نبت بك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأي فإنك أصوب ما يكون رأيا وأحزمه عملا حتى تستقبل الأمور استقبالا ولا تكون الأمور عليك أبدا أشكل منها حين تستدبرها استدبارا قال يا أخي قد نصحت فأشفقت فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا * قال أبو مخنف وحدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبي سعد المقبري قال نظرت إلى الحسين داخلا مسجد المدينة وإنه ليمشى وهو معتمد على رجلين يعتمد على هذا مرة وعلى هذا مرة وهو يتمثل بقول ابن مفرغ لا ذعرت السوام في فلق الصبح * مغيرا ولا دعيت يزيدا يوم أعطى من المهابة ضيما * والمنايا يرصدنني أن أحيدا قال فقلت في نفسي والله ما تمثل بهذين البيتين إلا لشئ يريد قال فما مكث إلا يومين حتى بلغني أنه سار إلى مكة ثم إن الوليد بعث إلى عبد الله بن عمر فقال
(٢٥٣)