بايع ليزيد فقال إذا بايع الناس بايعت فقال رجل ما يمنعك أن تبايع إنما تريد أن يختلفوا الناس بينهم فيقتتلوا ويتفانوا فإذا جهدهم ذلك قالوا عليكم بعبد الله بن عمر لم يبق غيره بايعوه قال عبد الله ما أحب أن يقتتلوا ولا يختلفوا ولا يتفانوا ولكن إذا بايع الناس ولم يبق غيري بايعت قال فتركوه وكانوا لا يتخوفونه قال ومضى ابن الزبير حتى أتى مكة وعليها عمرو بن سعيد فلما دخل مكة قال إنما أن عائذ ولم يكن يصلى بصلاتهم ولا يفيض بإفاضتهم كان يقف هو وأصحابه ناحية ثم يفيض بهم وحده ويصلى بهم وحده قال فلما سار الحسين نحو مكة قال فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين فلما دخل مكة قال فلما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أبى يهديني سواء السبيل (وفى هذه السنة) عزل يزيد الوليد ابن عتبة عن المدينة عزله في شهر رمضان فأقر عليها عمرو بن سعيد الأشدق (وفيها) قدم عمرو بن سعيد بن العاص المدينة في رمضان فزعم الواقدي أن ابن عمر لم يكن بالمدينة حين ورد نعى معاوية وبيعة يزيد على الوليد وأن ابن الزبير والحسين لما دعيا إلى البيعة ليزيد أبيا وخرجا من ليلتهما إلى مكة فلقيهما ابن عباس وابن عمر جاءيين من مكة فسألاهما ما وراءكما قالا موت معاوية والبيعة ليزيد فقال لهما ابن عمر اتقيا الله ولا تفرقا جماعة المسلمين وأما ابن عمر فقدم فأقام أياما فانتظر حتى جاءت البيعة من البلدان فتقدم إلى الوليد بن عتبة فبايعه وبايعه ابن عباس (وفى هذه السنة) وجه عمرو بن سعيد عمرو بن الزبير إلى أخيه عبد الله ابن الزبير لحربه ذكر الخبر عن ذلك ذكر محمد بن عمر أن عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق قدم المدينة في رمضان سنة 60 فدخل عليه أهل المدينة فدخلوا على رجل عظيم الكبر مفوه قال محمد ابن عمر حدثنا هشام بن سعد عن شيبة بن نصاح قال كانت الرسل تجرى بين يزيد ابن معاوية وابن الزبير في البيعة فحلف يزيد أن لا يقبل منه حتى يؤتى به في جامعة وكان الحارث بن خالد المخزومي على الصلاة فمنعه ابن الزبير فلما منعه كتب يزيد
(٢٥٤)