ابن دينار قال كتب يزيد بن معاوية إلى عمرو بن سعيد أن استعمل عمرو ابن الزبير على جيش وابعثه إلى ابن الزبير وابعث معه أنيس بن عمرو قال فسار عمرو بن الزبير حتى نزل في داره عند الصفا ونزل أنيس بن عمرو بذى طوى فكان عمرو بن الزبير يصلى بالناس ويصلى خلفه عبد الله بن الزبير فإذا انصرف شبك أصابعه في أصابعه ولم يبق أحد من قريش إلا أتى عمرو بن الزبير وقعد عبد الله ابن صفوان فقال مالي لا أرى عبد الله بن صفوان أما والله لئن سرت إليه ليعلمن أن بنى جمح ومن ضوي إليه من غيرهم قليل فبلغ عبد الله بن صفوان كلمته هذه فحركته فقال لعبد الله بن الزبير إني أراك كأنك تريد البقيا على أخيك فقال عبد الله أنا أبقى عليه يا أبا صفوان والله لو قدرت على عون الذر عليه لاستعنت بها عليه فقال ابن صفوان فأنا أكفيك أنيس بن عمرو فاكفني أخاك قال ابن الزبير نعم فسار عبد الله بن صفوان إلى أنيس بن عمرو وهو بذى طوى فلاقاه في جمع كثير من أهل مكة وغيرهم من الأعوان فهزم أنيس بن عمرو ومن معه وقتلوا مدبرهم وأجازوا على جريحهم وسار مصعب بن عبد الرحمن إلى عمرو وتفرق عنه أصحابه حتى تخلص إلى عمرو بن الزبير فقال عبيدة بن الزبير لعمرو تعال أنا أجيرك فجاء عبد الله بن الزبير فقال قد أجرت عمرا فأجره لي فأبى عبد الله أن يجيره وضربه بكل من كان ضرب بالمدينة وحبسه بسجن عارم قال الواقدي قد اختلفوا علينا في حديث عمرو بن الزبير وكتبت إلى كل ذلك * حدثني خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم قال لما قدم عمرو بن سعيد المدينة واليا قدم في ذي القعدة سنة 60 فولى عمرو بن الزبير شرطته وقال قد أقسم أمير المؤمنين أن لا يقبل بيعة ابن الزبير إلا أن يؤتى به في جامعة فليبر يمين أمير المؤمنين فإني أجعل جامعة خفيفة من ورق أو ذهب ويلبس عليها برنسا ولا ترى إلا أن يسمع صوتها وقال خذها فليست للعزيز بخطة * وفيها مقال لامرئ متذلل أعامر إن القوم ساموك خطة * ومالك في الجيران عدل معذل
(٢٥٦)