سواء إن الله لا يحب الخائنين قال فقال المستورد انطلق إلى سماك بهذا الكتاب فادفعه إليه واحفظ ما يقول لك والقنى قال وكنت فتى حدثا حين أدركت لم أجرب الأمور ولا علم لي بكثير منها فقلت أصلحك الله لو أمرتني أن أستعرض دجلة فألقى نفسي فيها ما عصيتك ولكن تأمن على سماكا أن يتعلق بي فيحبسني عنك فإذا أنا قد فاتني ما أترجاه من الجهاد فتبسم وقال يا ابن أخي إنما أنت رسول والرسول لا يعرض له ولو خشيت ذلك عليك لم أبعثك وما أنت على نفسك بأشفق منى عليك قال فخرجت حتى عبرت إليهم في معبر فأتيت سماك بن عبيد وإذا الناس حوله كثير قال فلما أقبلت نحو هم أبدوني أبصارهم فلما دنوت منهم ابتدرني نحو من عشرة وظننت والله أن القوم يريدون أخذى وأن الامر عندهم ليس كما ذكر لي صاحبي فانتضيت سيفي وقلت كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إلى حتى أعذر إلى الله فيكم قالوا لي يا عبد الله من أنت قلت أنا رسول أمير المؤمنين المستورد بن علفة قالوا فلم انتضيت سيفك قلت لابتداركم إلى فخفت أن توثقوني وتغدروا بي قالوا فأنت آمن وانما أتيناك لنقوم إلى جنبك ونمسك بقائم سيفك وننظر ما جئت له وما تسأل قال لهم ألست آمنا حتى تردوني إلى أصحابي قالوا بلى فشمت سيفي ثم أتيت حتى قمت على رأس سماك بن عبيد وأصحابه قد انتشبوا بي فمنهم ممسك بقائم سيفي ومنهم ممسك بعضدي فدفعت إليه كتاب صاحبي فلما قرأه رفع رأسه إلى فقال ما كان المستورد عندي خليقا لما كنت أرى من إخباته وتواضعه أن يخرج على المسلمين بسيفه يعرض على المستورد البراءة من على وعثمان ويدعوني إلى ولايته فبئس والله الشيخ أنا إذا قال ثم نظر إلى فقال يا بنى اذهب إلى صاحبك فقل له اتق الله وارجع عن رأيك وادخل في جماعة المسلمين فإن أردت ان أكتب لك في طلب الأمان إلى المغيرة فعلت فإنك ستجده سريعا إلى الاصلاح محبا للعافية قال قلت له وإن لي فيهم يومئذ بصيرة هيهات إنما طلبنا بهذا الامر الذي أخافنا فيكم في عاجل الدنيا الامن عند الله يوم القيامة فقال لي بؤسا لك كيف أرحمك ثم قال لأصحابه إنهم خلوا بهذا * ثم
(١٤٦)