معقل بن قيس فإنه كان من رؤس أصحابه فإذا بعثت بشيعته الذين كانوا يعرفون فاجتمعوا جميعا استأنس بعضهم ببعض وتناصحوا وهم أشد استحلالا لدماء هذه المارقة واجرأ عليهم من غيرهم وقد قاتلوا قبل هذه المرة * قال أبو مخنف فحدثني الأسود بن قيس عن مرة بن منقذ بن النعمان قال كنت أنا فيمن ندب معه يومئذ قال لقد كان صعصعة بن صوحان قام بعد معقل بن قيس وقال ابعثنى إليهم أيها الأمير فأنا والله لدمائهم مستحل وبحملها مستقل فقال اجلس فإنما أنت خطيب فكان أحفظه ذلك وإنما قال ذلك لأنه بلغه أنه يعيب عثمان بن عفان رضي الله عنه ويكثر ذكر على ويفضله وقد كان دعاه فقال إياك أن يبلغني عنك أنك تعيب عثمان عند أحد من الناس وإياك أن يبلغني عنك أنك تظهر شيئا من فضل على علانية فإنك لست بذاكر من فضل على شيئا أجهله بل أنا أعلم بذلك ولكن هذا السلطان قد ظهر وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس فنحن ندع كثيرا مما أمرنا به ونذكر الشئ الذي لا نجد منه بدا ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقية فإن كنت ذاكرا فضله فاذكره بينك وبين أصحابك وفى منازلكم سرا وأما علانية في المسجد فان هذا لا يحتمله الخليفة لنا ولا يعذرنا فيه فكان يقول له نعم أفعل ثم يبلغه أنه قد عاد إلى ما نهاه عنه فلما قام إليه وقال له ابعثنى إليهم وجد المغيرة قد حقد عليه خلافه إياه فقال اجلس فإنما أنت خطيب فأحفظه فقال له أوما أنا إلا خطيب فقط أجل والله إني للخطيب الصليب الرئيس أما والله لو شهدتني تحت راية عبد القيس يوم الجمل حيث اختلفت القنا فشؤن تفرى وهامة تختلى لعلمت أنى أنا الليث الهزبر فقال حسبك الآن لعمري لقد أوتيت لسانا فصيحا ولم يلبث قبيصة بن الدمون أن أخرج الجيش مع معقل وهم ثلاثة آلاف نقاوة الشيعة وفرسانهم * قال أبو مخنف فحدثني أبو النضر بن صالح عن سالم بن ربيعة قال إني جالس عند المغيرة بن شعبة حين أتاه معقل بن قيس يسلم عليه ويودعه فقال له المغيرة يا معقل بن قيس إني قد بعثت معك فرسان أهل المصر أمرت بهم فانتخبوا انتخابا فسر إلى هذه العصابة المارقة الذين فارقوا جماعتنا وشهدوا علينا بالكفر فادعهم إلى التوبة وإلى الدخول
(١٤٤)