خيرا ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب فإن يكن ما ترون من إمارتي وأعمالي طاعة لله وتقوى فاحمدوا الله عز وجل على ما كان من ذلك فإنه هو الهادي وأن رأيتم عاملا لي عمل غير الحق زائغا فارفعوه إلي وعاتبوني فيه فانى بذلك أسعد وأنتم بذلك جديرون وفقنا الله وإياكم لصالح الأعمال برحمته ثم نزل * وذكر هشام عن أبي مخنف قال وحدثني يزيد بن ظبيان الهمداني أن محمد ابن أبي بكر كتب إلى معاوية بن أبي سفيان لما ولى فذكر مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يحتمل سماعها العامة قال ولم يلبث محمد بن أبي بكر شهرا كاملا حتى بعث إلى أولئك القوم المعتزلين الذين كان قيس وادعهم فقال يا هؤلاء إما أن تدخلوا في طاعتنا وإما أن تخرجوا من بلادنا فبعثوا إليه إنا لا نفعل دعنا حتى ننظر إلى ما تصير إليه أمورنا ولا تعجل بحربنا فأبى عليهم فامتنعوا منه وأخذوا حذرهم فكانت وقعة صفين وهم لمحمد هائبون فلما أتاهم صبر معاوية وأهل الشأم لعلي وأن عليا وأهل العراق قد رجعوا عن معاوية وأهل الشأم وصار أمرهم إلى الحكومة اجترؤا على محمد بن أبي بكر وأظهروا له المبارزة فلما رأى ذلك محمد بعث الحارث بن جمهان الجعفي إلى أهل خربتا وفيها يزيد بن الحارث من بني كنانة فقاتلهم فقتلوه ثم بعث إليهم رجلا من كلب يدي ابن مضاهم فقتلوه (قال أبو جعفر) وفي هذه السنة فيما قيل قدم ماهويه مرزبان مرو مقرا بالصلح الذي كان جرى بينه وبين ابن عامر على علي ذكر ذلك قال علي بن محمد المدائني عن أبي زكرياء العجلاني عن ابن إسحاق عن أشياخه قال قدم ماهويه ابراز مرزبان مرو على علي بن أبي طالب بعد الجمل مقرا بالصلح فكتب له علي كتابا إلى دهاقين مرو والأساورة والجند سلارين ومن كان في مرو بسم الله الرحمن الرحيم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فان ماهويه أبراز مرزبان مرو جاءني وأني رضيت عنه وكتب سنة 36 ثم إنهم كفروا وأغلقوا أبرشهر
(٥٥٧)