طاعة أبعد الناس من هذا الامر وأقولهم للزور وأضلهم سبيلا وأبعدهم من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وسيلة ولد ضالين مضلين طاغوت من طواغيت إبليس وأما قولك إني مالئ عليك مصر خيلا ورجلا فوالله إن لم أشغلك بنفسك حتى تكون نفسك أهم إليك إنك لذو جد والسلام فلما بلغ معاوية كتاب قيس أيس منه وثقل عليه مكانه * حدثني عبد الله بن أحمد المروزي قال حدثني سليمان قال حدثني عبد الله عن يونس عن الزهري قال كانت مصر من حين على عليها قيس ابن سعد بن عبادة وكان صاحب راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من ذوي الرأي والبأس وكان معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص جاهدين على أن يخرجاه من مصر ليغلبا عليها فكان قد امتنع فيها بالدهاء والمكايدة فلم يقدرا عليه ولا على أن يفتتحا مصر حتى كاد معاوية قيس بن سعد من قبل علي وكان معاوية يحدث رجالا من ذوي الرأي من قريش يقول ما ابتدعت مكايدة قط كانت أعجب عندي من مكايدة كدت بها قيسا من قبل علي وهو بالعراق حين امتنع مني قيس قلت لأهل الشام لا تسبوا قيس بن سعد ولا تدعوا إلى غزوه فإنه لنا شيعة يأتينا كيس نصيحته سرا ألا ترون ما يفعل باخوانكم الذين عنده من أهل خربتا يجرى عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ويؤمن سربهم ويحسن إلى كل راكب قدم عليه منكم لا يستنكرونه في شئ (قال معاوية) وهممت أن أكتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق فيسمع بذلك جواسيس علي عندي وبالعراق فبلغ ذلك عليا ونماه إليه محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر بن أبي طالب فلما بلغ ذلك عليا اتهم قيسا وكتب إليه يأمره بقتال أهل خربتا وأهل خربتا يومئذ عشرة آلاف فأبى قيس بن سعد أن يقاتلهم وكتب إلي علي إنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وأهل الحفاظ منهم وقد رضوا مني أن أو من سربهم وأجرى عليهم أعطياتهم وأرزاقهم وقد علمت أن هواهم مع معاوية فلست مكايدهم بأمر أهون علي وعليك من الذي أفعل بهم ولو أني غزوتهم كانوا لي قرنا وهم أسود العرب ومنهم بسر بي ارطاط ومسلمة بن مخلد ومعاوية بن خديج فذرني فأنا أعلم بما أداري منهم فأبى علي إلا قتالهم وأبى قيس
(٥٥٣)