قال فلقى بعضهم بعضا فقالوا أليس الأشتر يفي بما حلف عليه أو يأتي بشر منه قالوا نعم فبعثوا إليه إنا ناصبون لكم جسرا فأقبلوا وجاء علي فنصبوا له الجسر فعبر عليه بالأثقال والرجال ثم أمر علي الأشتر فوقف في ثلاثة آلاف فارس حتى لم يبق من الناس أحد إلا عبر ثم إنه عبر آخر الناس رجلا * قال أبو محنف وحدثني الحجاج ابن علي عن عبد الله بن عمار بن عبد يغوث أن الخيل حين عبرت زحم بعضها بعضا فسقطت قلنسوة عبد الله بن أبي الحصين الأزدي فنزل فأخذها ثم ركب وسقطت قلنسوة عبد الله بن الحجاج الأزدي فنزل فأخذها ثم ركب وقال لصاحبه فإن يك ظن الزاجري الطير صادقا * كما زعموا أقتل وشيكا وتقتل فقال له عبد الله بن أبي الحصين ما شئ أو تاه أحب إلي مما ذكرت فقتلا جميعا يوم صفين * قال أبو مخنف فحدثني خالد بن قطن الحارثي أن عليا لما قطع الفرات دعا زياد بن النضر وشريح بن هانئ فسرحهما أمامه نحو معاوية على حالهما التي كانا خرجا عليها من الكوفة قال وقد كانا حيث سرحهما من الكوفة أخذا على شاطئ الفرات من قبل البر مما يلي الكوفة حتى بلغا عانات فبلغهما أخذ علي على طريق الجزيرة وبلغهما أن معاوية قد أقبل من دمشق في جنود أهل الشأم لاستقبال علي فقال لا والله ما هذا لنا برأي أن نسير وبيننا وبين المسلمين وأمير المؤمنين هذا البحر وما لنا خير في أن نلقى جنود أهل الشأم بقلة من معنا منقطعين من العدد والمدد فذهبوا ليعبروا من عانات فمنعهم أهل عانات وحبسوا عنهم السفن فأقبلوا راجعين حتى عبروا من هيت ثم لحقوا عليا بقرية دون قرقيسياء وقد أرادوا أهل عانات فتحصنوا وفروا ولما لحقت المقدمة عليا قال مقدمتي تأتيني من ورائي فتقدم إليه زياد بن النضر الحارثي وشريح بن هانئ فأخبراه بالذي رأيا حين بغلهما من الامر ما بلغهما فقال سددتما ثم مضى علي فلما عبر الفرات قدمهما أمامه نحو معاوية فلما انتهيا إلى سور الروم لقيهما أبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان في جند من أهل الشأم فارسلا إلى علي إنا قد لقينا أبا الأعور السلمي في جند من أهل الشأم وقد دعوناهم فلم يجبنا منهم أحد فمرنا بأمرك فأرسل علي إلى الأشتر فقال يا مالك إن زيادا وشريحا أرسلا إلي يعلماني أنهما لقيا أبا الأعور السلمي في جمع من أهل الشأم وأنبأني
(٥٦٤)