فحصروه وثب هو بمصر على عبد الله بن سعد بن أبي سرح أحد بني عامر بن لؤي القرشي وهو عامل عثمان يومئذ على مصر فطرده منها وصلى بالناس فخرج عبد الله ابن سعد من مصر فنزل على تخوم أرض مصر مما يلي فلسطين فانتظر ما يكون من أمر عثمان فطلع راكب فقال يا عبد الله ما وراءك خبرنا بخبر الناس خلفك قال أفعل قتل المسلمون عثمان رضي الله عنه فقال عبد الله بن سعد إنا لله وإنا إليه راجعون يا عبد الله ثم صنعوا ماذا قال ثم بايعوا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ابن أبي طالب قال عبد الله بن سعد إنا لله وإنا إليه راجعون قال له الرجل كأن ولاية علي بن أبي طالب عدلت عندك قتل عثمان قال أجل قال فنظر إليه الرجل فتأمله فعرفه وقال كأنك عبد الله بن أبي سرح أمير مصر قال أجل قال له الرجل فإن كان لك في نفسك حاجة فالنجاء النجاء فإن رأى أمير المؤمنين فيك وفي أصحابك سيئ إن ظفر بكم قتلكم أو نفاكم عن بلاد المسلمين وهذا بعدي أمير يقدم عليك قال له عبد الله ومن هذا الأمير قال قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري قال عبد الله بن سعد أبعد الله محمد بن أبي حذيفة فإنه بغى على ابن عمه وسعى عليه وقد كان كفله ورباه وأحسن إليه فأساء جواره ووثب على عماله وجهز الرجال إليه حتى قتل ثم ولى عليه من هو أبعد منه ومن عثمان لم يمتعه بسلطان بلاده حولا ولا شهرا ولم يره لذلك أهلا فقال له الرجل أنج بنفسك لا تقتل فخرج عبد الله بن سعد هاربا حتى قدم على معاوية بن أبي سفيان دمشق (قال أبو جعفر) فخبر هشام هذا يدل على أن قيس بن سعد ولى مصر ومحمد بن أبي حذيفة حي (وفي هذه السنة) بعث علي بن أبي طالب على مصر قيس بن سعد ابن عبادة الأنصاري فكان من أمره ما ذكر هشام بن محمد الكلبي قال حدثني أبو مخنف عن محمد بن يوسف بن ثابت عن سهل بن سعد قال لما قتل عثمان رضي الله عنه وولى علي بن أبي طالب الامر دعا قيس بن سعد الأنصاري فقال له سر إلى مصر فقد وليتكها واخرج إلى رحلك واجمع إليه ثقاتك ومن أحببت أن يصحبك حتى تأتيها ومعك جند فان ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك فإذا أنت قدمتها إن
(٥٤٩)