بالبصرة يزعمون انك ان ظهرت عليهم غدا أنك تقتل رجالهم وتسبى نساءهم فقال ما مثلي يخاف هذا منه وهل يحل هذا إلا ممن تولى وكفر ألم تسمع إلى قول الله عز وجل " لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر " وهم قوم مسلمون هل أنت مغن عني قومك قال نعم واختر مني واحدة من ثنتين إما أن أكون آتيك فأكون معك بنفسي وإما أن أكف عنك عشرة آلاف سيف فرجع إلى الناس فدعاهم إلى القعود وقد بدأ فقال يأل خندف فأجابه ناس ثم نادى يأل تميم فاجابه ناس ثم نادى يأل سعد فلم يبق سعدي إلا أجابه فاعتزل بهم ثم نظر ما يصنع الناس فلما وقع القتال وظفر علي جاؤوا وافرين فدخلوا فيما دخل فيه الناس (وأما الذي يرويه المحدثون) من أمر الأحنف فغير ما رواه سيف عمن ذكر من شيوخه والذي يرويه المحدثون من ذلك ما حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت حصينا يذكر عن عمرو بن جأوان عن الأحنف بن قيس قال قدمنا المدينة ونحن نريد الحج فانا لبمنازلنا نضع رحالنا إذ أتانا آت فقال قد فزعوا وقد اجتمعوا في المسجد فانطلقنا فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد وإذا علي والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص وإنا كذلك إذ جاء عثمان بن عفان فقيل هذا عثمان قد جاء وعليه مليئة له صفراء قد قنع بها رأسه فقال أههنا علي قالوا نعم قال أههنا الزبير قالوا نعم قال أههنا طلحة قالوا نعم قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبتع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته بعشرين أو بخمسة وعشرين ألفا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد ابتعته قال اجعله في مسجدنا وأجره لك قالوا اللهم نعم وذكر أشياء من هذا النوع (قال الأحنف) فلقيت طلحة والزبير فقلت من تأمراني به وترضيانه لي فاني لا أرى هذا الرجل إلا مقتولا قالا علي قلت أتأمراني به وترضيانه لي قالا نعم فانطلقت حتى قدمت مكة فبينا نحن بها إذ أتانا قتل عثمان رضي الله عنه وبها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فلقيتها فقلت من تأمريني أن أبايع قالت علي قلت تأمريني به وترضينه لي قالت نعم فمررت على علي بالمدينة فبايعته ثم رجعت إلى أهل بالبصرة
(٥١٠)