أهل الكوفة وعلى أي حال نهضوا إليهم وليعلموهم أن الذي عليه رأيهم الاصلاح ولا يخطر لهم قتال على بال فلما لقوا عشائرهم من أهل الكوفة بالذي بعثهم فيه عشائرهم من أهل البصرة وقال لهم الكوفيون مثل مقالتهم وأدخلوهم على علي فأخبروه خبرهم سأل علي جرير بن شرس عن طلحة والزبير فأخبره عن دقيق أمرهما وجليله حتى تمثل له:
ألا أبلغ بني بكر رسولا * فليس إلى بني كعب سبيل سيرجع ظلمكم منكم عليكم * طويل الساعدين له فضول وتمثل علي عندها:
ألم تعلم أبا سمعان أنا * نرد الشيخ مثلك ذا الصداع ويذهل عقله بالحرب حتى * يقوم فيستجيب لغير داع فدافع عن خزاعة جمع بكر * وما بك يا سراقة من دفاع (قال أبو جعفر) أخرج إلى زياد بن أيوب كتابا فيه أحاديث عن شيوخ ذكر أنه سمعها منهم قرأ علي بعضها ولم يقرأ علي بعضها فمما لم يقرأ علي من ذلك فكتبته منه قال حدثنا مصعب بن سلام التميمي قال حدثنا محمد بن سوقة عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه قال رأيت فيما يرى النائم في زمان عثمان بن عفان أن رجلا يلي أمور الناس مريضا على فراشه وعند رأسه امرأة والناس يريدونه ويبهشون إليه فلو نهتهم المرأة لانتهوا ولكنها لم تفعل فأخذوه فقتلوه فكنت أقص رؤياي على الناس في الحضر والسفر فيعجبون ولا يدرون ما تأويلها فلما قتل عثمان رضي الله عنه أتانا الخبر ونحن راجعون من غزاتنا فقال أصحابنا رؤياك يا كليب فانتهينا إلى البصرة فلم نلبث إلا قليلا حتى قيل هذا طلحة والزبير معهما أم المؤمنين فراع ذلك الناس وتعجبوا فإذا هم يزعمون للناس أنهم إنما خرجوا غضبا لعثمان وتوبة مما صنعوا من خذلانه وإن أم المؤمنين تقول غضبنا لكم على عثمان في ثلاث إمارة الفتى وموقع الغمامة وضربة السوط والعصا فما أنصفنا إن لم نغضب له عليكم في ثلاث جررتموها إليه حرمة الشهر والبلد والدم فقال الناس أفلم تبايعوا عليا وتدخلوا في أمره فقالوا دخلنا واللج على أعناقنا وقيل