أمير كل قوم أصحابه وسير فيهم وتحاضوا على الطاعة والصبر وتواصوا ورجع كل أمير إلى موقفه بمن والاه من أصحابه عند المواقف ونادى منادى سعد بالظهر ونادى رستم پادشهان مرندر أكل عمر كبدي أحرق الله كبده علم هؤلاء حتى علموا (كتب إلى السري) عن شعيب قال حدثنا سيف عن النضر عن ابن الرفيل قال لما نزل رستم النجف بعث منها عينا إلى عسكر المسلمين فانغمس فيهم بالقادسية كبعض من ند منهم فرآهم يستاكون عند كل صلاة ثم يصلون فيقترفون إلى مواقفهم فرجع إليه فأخبره بخبرهم وسيرتهم حتى سأله ما طعامهم فقال مكثت فيهم ليلة لا والله ما رأيت أحد منهم يأكل شيئا إلا أن يمصوا عيدانا لهم حين يمسون وحين ينامون وقبيل أن يصبحوا فلما سار فنزل بين الحصن والعتيق وافقهم وقد أذن مؤذن سعد الغداة فرآهم يتحشحشون فنادى في أهل فارس أن يركبوا فقيل له ولم قال أما ترون إلى عدوكم قد نودي فيهم فتحشحشوا لكم قال عينه ذلك انما تحشحشهم هذا للصلاة فقال بالفارسية وهذا تفسيره بالعربية أتاني صوت عند الغداة وانما هو عمر الذي يكلم الكلاب فيعلمهم العقل فلما عبروا تواقفوا وأذن مؤذن سعد للصلاة فصلى سعد وقال رستم أكل عمر كبدي (كتب إلى السري) قال حدثنا شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد باسنادهم قالوا وأرسل سعد الذين انتهى إليهم رأى الناس والذين انتهت إليهم نجدتهم وأصناف الفضل منهم إلى الناس فكان منهم من ذوي الرأي النفر الذين أتوا رستم المغيرة وحذيفة وعاصم وأصحابهم ومن أهل النجدة طليحة وقيس الأسدي وغالب وعمرو بن معدبكرب وأمثالهم ومن الشعراء الشماخ والحطيئة وأوس بن مغراء وعبدة بن الطبيب ومن سائر الأصناف أمثالهم وقال قبل أن يرسلهم انطلقوا فقوموا في الناس بما يحق عليكم ويحق عليهم عند مواطن البأس فإنكم من العرب بالمكان الذي أنتم به وأنتم شعراء العرب وخطباؤهم وذووا رأيهم ونجدتهم وسادتهم فسيروا في الناس فذكروهم وحرضوهم على القتال فساروا فيهم فقال قيس ابن هبيرة الأسدي أيها الناس احمدوا الله على ما هداكم له وأبلاكم يزدكم واذكروا
(٤٥)