ولاه الله الامر وإن كان عبدا حبشيا وقال سعد والله لا يعود أحد بعدها يحبس المسلمين عن عدوهم ويشاغلهم وهم يإزائهم إلا سنت به سنة يؤخذ بها من بعدي (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد باسنادهم قالوا أن سعدا حطب من يليه يومئذ وذلك يوم الاثنين في المحرم سنة أربعة عشر بعد ما تهدم على الذين اعترضوا على خالد بن عرفطة فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الله هو الحق لا شريك له في الملك وليس لقوله خلف قال الله جل ثناؤه (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) إن هذا ميراثكم وموعود ربكم وقد أباحها لكم منذ ثلاث حجج فأنتم تطعمون منها وتأكلون منها وتقتلون أهلها وتجبونهم وتسبونهم إلى هذا اليوم بما نال منهم أصحاب الأيام منكم وقد جاءكم منهم هذا الجمع وأنتم وجوه العرب وأعيانهم وخيار كل قبيلة وعز من وراءكم فإن تزهدوا في الدنيا وترغبوا في الآخرة جمع الله لكم الدنيا والآخرة ولا يقرب ذلك أحدا إلى أجله وإن تفشلوا وتهنوا وتضعفوا تذهب ريحكم وتوبقوا آخرتكم. وقام عاصم بن عمر وفي المجردة فقال إن هذه بلاد قد أحل الله لكم أهلها وأنتم تنالون منهم منذ ثلاث سنين ما لا ينالون منكم وأنتم الأعلون والله معكم إن صبرتم وصدقتموهم الضرب والطعن فلكم أموالهم ونساؤهم وأبناؤهم وبلادهم وإن خرتم وفشلتم والله لكم من ذلك جار وحافظ لم يبق هذا الجمع منكم باقية مخافة أن تعودوا عليهم بعائدة هلاك الله الله اذكروا الأيام وما منحكم الله فيها أولا ترون أن الأرض وراءكم بسابس قفار ليس فيها خمر ولا وزر يعقل إليه ولا يمتنع به اجعلوا همكم الآخرة وكتب سعد إلى الرايات إني قد استخلفت عليكم خالد بن عرفطة وليس يمنعني أن أكون مكانه إلا وجعي الذي يعودني وما بي من الجنون فإني مكب على وجهي وشخصي لكم باد فاسمعوا له وأطيعوا فإنه إنما يأمركم بأمري ويعمل برأيي فقرئ على الناس فزادهم خيرا وانتهوا إلى رأيه وقبلوا منه وتحاثوا على السمع والطاعة وأجمعوا على عذر سعد والرضا بما صنع (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن حلام عن مسعود قال وخطب
(٤٤)