الله بيننا فاحملوا عليهم حملة رجل واحد حتى تخالطوهم ولا يكذبن أحد منكم فحمل فانفرحوا فما نهنه أحد عن باب الخندق وألبسهم الليل رواقه فأخذوا يمنة ويسرة وجاء في الامداد طليحة وقيس بن المكشوح وعمرو بن معديكرب وحجر بن عدي فوافقوهم قد تحاجزوا مع الليل ونادى منادى القعقاع بن عمرو وأين تحاجزون وأميركم في الخندق فتفار المشركون وحمل المسلمون فأدخل الخندق فأتي فسطاطا فيه مرافق وثياب وإذا فرش على انسان فأنبشه فإذا امرأة كالغزال في حسن الشمس فأخذتها وثيابها فأديت الثياب وطلبت في الجارية حتى صارت إلى فاتخذتها أم ولد (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن حماد بن فلان البرجمي عن أبيه أن خارجة بن الصلت أصاب يومئذ ناقة من ذهب أو فضة موشحة بالدر والياقوت مثل الجفرة إذا وضعت على الأرض وإذا عليها رجل من ذهب موشح كذلك فجاء بها وبه حتى أداهما (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو وسعيد والوليد بن عبد الله والمجالد وعقبة بن مكرم قالوا وأمر هاشم القعقاع بن عمرو بالطلب فطلبهم حتى بلغ خانقين ولما بلغت الهزيمة يزدجرد سار من حلوان نحو الجبال وقدم القعقاع حلوان وذلك أن عمر كان كتب إلى سعد إن هزم الله الجندين جند مهران وجند الانطاق فقدم القعقاع حتى يكون بين السواد والجبل على حد سوادكم فنزل القعقاع بحلوان في جند من الأفناء ومن الحمراء فلم يزل بها إلى أن تحول الناس من المدائن إلى الكوفة فلما خرج سعد من المدائن إلى الكوفة الحق به القعقاع واستعمل على الثغر قباذ وكان من الحمراء وأصله من خراسان ونفل منها من شهدها وبعض من كان بالمدائن نائبا وقالوا واشتركوا في ذلك وكتبوا إلى عمر بفتح جلولاء وبنزول القعقاع حلوان واستأذنوه في اتباعهم فأبى وقال لوددت أن بين السواد وبين الجبل سدا لا يخلصون إلينا ولا نخلص إليهم حسبنا من الريف السواد إني آثرت سلامة المسلمين على الأنفال قالوا ولما بعث هاشم القعقاع في آثار القوم أدرك مهران بخانقين فقتله وأدرك الفيرزان فنزل وتوقل في الظراب وخلى فرسه وأصاب القعقاع سبايا فبعث بهم
(١٣٥)