ابن صهبان أبي مالك قال لما عبر المسلمون يوم المدائن دجلة فنظروا إليهم يعبرون جعلوا يقولون بالفارسية ديوان آمد وقال بعضهم لبعض والله ما تقاتلون الانس وما تقاتلون إلا الجن فانهزموا (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عطية بن الحارث وعطاء بن السائب عن أبي البختري قال كان رائد المسلمين سلمان الفارسي وكان المسلمون قد جعلوه داعية أهل فارس قال عطية وقد كانوا أمروه بدعاء أهل بهرسير وأمروه يوم القصر الأبيض فدعاهم ثلاثا قال عطية وعطاء وكان دعاؤه إياهم أن يقول إني منكم في الأصل وأنا أرق لكم ولكم في ثلاث أدعوكم إليها ما يصلحكم أن تسلموا فإخواننا لكم ما لنا وعليكم ما علينا وإلا فالجزية وإلا نابذناكم على سواء إن الله لا يحب الخائنين قال عطية فلما كان اليوم الثالث في بهرسير أبوا أن يجيبوا إلى شئ فقاتلهم المسلمون حين أبوا ولما كان اليوم الثالث في المدائن قبل أهل القصر الأبيض وخرجوا ونزل سعد القصر الأبيض واتخذ الايوان مصلى وإن فيه لتماثيل جص فما حركها (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة والمهلب وشاركهم سماك الهجيمي قالوا وقد كان الملك سرب عياله حين أخذت بهرسير إلى حلوان فلما ركب المسلمون الماء خرجوا هرابا وخيلهم على الشاطئ يمنعون المسلمين وخيلهم من العبور فاقتتلوا هم والمسلمون قتالا شديدا حنى ناداهم مناد علام تقتلون أنفسكم فوالله ما في المدائن من أحد فانهزموا واقتحمتها الخيول عليهم وعبر سعد في بقية الجيش (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة والمهلب قالوا أدرك أوائل المسلمين أخريات أهل فارس فأدرك رجل من المسلمين يدعى ثقيفا أحد بني عدى ابن شريف رجلا من أهل فارس معترضا على طريق من طرقها يحمى أدبار أصحابه فضرب فرسه على الاقدام عليه فأحجم ولم يقدم ثم ضربه للهرب فتقاعس حتى لحقه المسلم فضرب عنقه وسلبه (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن عطية وعمرو ودثار أبي عمر قالوا كان فارس من فرسان العجم في المدائن يومئذ مما يلي جازر فقيل له قد دخلت العرب وهرب أهل فارس فلم يلتفت إلى قولهم
(١٢٤)