عنه في حربه فإن لم يجد ففي التابعين بإحسان ولا يطمع من انبعث في الردة وكان رؤساء أهل الردة في تلك الحروب حشوة إلى أن ضرب الاسلام بجرانه * ثم اشترك عمرو ومحمد والمهلب وطلحة وسعيد فقالوا ففصل هاشم بن عتبة بالناس من المدائن في صفر سنة ست عشرة في اثنى عشر ألفا منهم وجوه المهاجرين والأنصار وأعلام العرب ممن ارتد وممن لم يرتد فسار من المدائن إلى جلولاء أربعا حتى قدم عليهم وأحاط بهم فحاصرهم وطاولهم أهل فارس وجعلوا لا يخرجون عليهم إلا إذا أرادوا وزاحفهم المسلمون بجلولاء ثمانين زحفا كل ذلك يعطى الله المسلمين عليهم الظفر وغلبوا المشركين على حسك الخشب فاتخذوا حسك الحديد (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن عقبة بن مكرم عن بطان ابن بشر قال لما نزل هاشم على مهران بجلولاء حصرهم في خندقهم فكانوا يزاحفون المسلمين في زهاء وأهاويل وجعل هاشم يقوم في الناس ويقول إن هذا المنزل منزل له ما بعده وجعل سعد يمده بالفرسان حتى إذا كان أخيرا احتفلوا للمسلمين فخرجوا عليهم فقام هاشم في الناس فقال أبلوا الله بلاء حسنا يتم لكم عليه الاجر والمغنم واعملوا لله فالتقوا فاقتتلوا وبعث الله عليهم ريحا أظلمت عليهم البلاد فلم يستطيعوا إلا المحاجزة فتهافت فرسانهم في الخندق فلم يجدوا بدا من أن يجعلوا فرضا مما يليهم تصعد منه خيلهم فأفسدوا حصنهم وبلغ ذلك المسلمين فنظروا إليه فقالوا أننهض إليهم ثانية فندخله عليهم أو نموت دونه فلما نهد المسلمون الثانية خرج القوم فرموا حول الخندق مما يلي المسلمين بحسك الحديد لكيلا يقدم عليهم الخيل وتركوا للمجال وجها فخرجوا على المسلمين منه فاقتتلوا قتالا شديدا لم يقتتلوا مثله إلا ليلة الهرير إلا أنه كان أكمش وأعجل وانتهى القعقاع بن عمرو في الوجه الذي زاحف فيه إلى باب خندقهم فأخذ به وأمر مناديا فنادى يا معشر المسلمين هذا أميركم قد دخل خندق القوم وأخذ به فأقبلوا إليه ولا يمنعنكم من بينكم وبينه من دخوله وانما أمر بذلك ليقوى المسلمين به فحمل المسلمون ولا يشكون إلا أن هاشما فيه فلم يقم لحملتهم شئ حتى انتهوا إلى باب الخندق فإذا هم بالقعقاع بن عمرو قد أخد به وأخذ المشركون
(١٣٣)